نبارك لأنفسنا ولشعبنا، ونشكر لأنصار الله قيادتهم الناجحة لحركة الاحتجاجات والاعتصامات التي أفضت إلى تحقيق مقاصدها في إسقاط الحكومة والجرعة والتحضير لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ونعتذر للإخوة أنصار الله من تسميتها بثورة، وذلك لأننا عشنا ما سماها رئيسنا التوافقي هادي بثورة الشباب فرأينا حركتكم لا ترقى إلى مستوى تلك الثورة مطلقاً، وأن هناك نواقص كثيرة وكبيرة تمنعنا من تسميتها ثورة، ونحاول هنا بإيجاز أن نسرد بعض هذه النواقص، وإن لم نستطع استقصاءها لكثرتها، وعموماً ما لا يدرك كلُّه لا يترك جلُّه، فأهم هذه النواقص هي: 1 .ثورة 2011م قادها الأغنياء والفاسدون وعملاء أمريكا وإسرائيل وقطر، بينما غاب هؤلاء في حركة 2014. 2 .ثورة 2011م انضم إليها كلُّ فاسدي النظام السابق وغاب عنها الصالحون منه، بعكس ما تم الآن. 3 .لم توجد لثورة 2011م قيادة واحدة ولم توجد قيادة واحدة رشيدة من بين مئات القيادات لمكونات ما سمي بالثورة، بل تحكَّم بها المجرمون ومن لا دين لهم ولا خلق. 4 .غاب عن هذه الحركة حركة قنص المتظاهرين من قبل مجرمي الثورة لتكبير حجم ملف إدانة النظام، كما غاب عنها قطع الألسن وقتل وحرق المعارضين، فضلاً عن التهديد بمحاكمة كل من لم يقف ضد النظام. 5 .غاب عن هذه الفجور في الخصام والفحشاء والفاحشة والشعارات المنحطة، كما غاب التهديد والوعيد والاتصالات بكل من ناصر الحق وسبهم وشتمهم، كما غاب عن هذه ما حضر في الثورة من تقسيم للمجتمع وإثارة كل الفتن. 6 .غاب في هذه الحركة القتل والتشنيع بالجيش والأمن وحرق ونهب المؤسسات العامة. 7 .غاب عن هذه الحركة عمليات الابتزاز للتجار والضغط عليهم لدعم الثورة بأموالهم وتصريحاتهم ضد النظام حتى أكره البعض على ترك البلاد خوفاً من نقمتهم. 8 .غاب عن هذه الحركة حركة الاستقالات المبرمجة للوزراء والسفراء وموظفي الدولة على اختلافهم.. البعض موافقة لفساد الثورة والثائرين والبعض تحت الضغط والإكراه والبعض تحت الإغراء. 9 .غاب عن هذه الحركة الكثير من الفتاوى الدينية الرخيصة التي حرفت حقائق الشريعة وهوَّنت على الناس مخالفاتهم. 10 .غاب عن هذه الحركة ما حضر في الثورة من تحول مخيماتها إلى مأوى للمجرمين والهاربين من وجه العدالة وسوق للفواحش والمخالفات الشرعية. 11 .غاب قطع الطرقات وقطع إمدادات النفط والغاز والكهرباء عن هذه الحركة، وغابت الأزمات على اختلافها. وأخيراً وهو أهم النواقص فقد غاب عن هذه الحركة كلٌّ من حميد الأحمر وإخوانه ومن على شاكلتهم وعلي محسن وعبدالمجيد الزنداني وإضرابهم، وكفى به نقصاً. لأجل هذه الأسباب، وغيرها الكثير، نعتذر لإخواننا أنصار الله عن تسمية هذه الحركة بثورة، لأنها تطهرت من مفاسد وسفالات ثورة 2011م بالكلية.