قالت الصين إنها تلقّت دعوة رسمية لحضور مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس في 24 فبراير/شباط، وأنها تدرس هدف المؤتمر وآليته. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن هونغ ليه المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي اعتيادي الثلاثاء، تأكيده تلقي الصين دعوة للمشاركة باجتماع "أصدقاء سوريا" المقرر انعقاده في تونس الجمعة، ولكنه لم يذكر ما إذا كانت الصين ستحضر الاجتماع. وأضاف أن بلاده "ترحب بكل الجهود التي من شأنها أن تفضي إلى حل سلمي للقضية السورية"، مشيراً إلى أن غرض وآلية اجتماع "أصدقاء سوريا" يتطلبان المزيد من الدراسة. ورداً على سؤال عما إذا كانت الصين غيرت موقفها بشأن الأزمة في سوريا، أكد هونغ أن الموقف الصيني بشأن سوريا يظل "ثابتاً على المبدأ وواضحاً.. ونحن نتابع عن كثب تطورات الوضع، ونشعر بقلق بالغ بشأن الأزمة المتصاعدة التي أدت إلى خسائر بين المدنيين وأثرت على السلام والإستقرار في المنطقة". وحث المتحدث جميع الأطراف المعنية بالملف السوري على بدء حوار سياسي جامع على الفور من دون شروط مسبقة، وأن يناقشوا سوياً خطة للإصلاح السياسي الشامل. وقال إن الصين تؤيد الرأي القائل أن المجتمع الدولي ينبغي أن يحترم تماماً سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها والإختيار المستقل للشعب السوري، علاوة على نتائج الحوار السياسي بين مختلف الأطراف في سوريا. وجدد المتحدث التأكيد على عدم موافقة الصين "على تدخل مسلح أو ما يسمى تغيير النظام بالقوة في سوريا". وأعرب عن تأييد الصين لنداءات الدول العربية بإيقاف العنف فوراً في سوريا وحماية المدنيين السوريين وتقديم مساعدات إنسانية إلى سوريا ومعارضة التدخل العسكري الخارجي. وأضاف أن الصين تأمل في أن تحل القضية عن طريق الحوار السياسي بإطار الجامعة العربية. وتابع المتحدث قائلا "إن الصين ستعمل مع المجتمع الدولي وستؤدي دوراً إيجابياً وبنّاء في حل المشكلات في سوريا على نحو ملائم". وقالت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، إن الوثيقة الختامية لمؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي تستضيفه تونس في 24 شباط/فبراير الحالي معدّة مسبقاً، منتقدة دعوة المعارضة السورية من دون توجيه دعوة للحكومة. واقترحت الخارجية أن تطلب الدول الأعضاء في مجلس الأمن من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إرسال مبعوث خاص إلى سوريا للتفاوض مع الحكومة وجميع الأطراف الأخرى من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش "تلقينا رسمياً دعوة لحضور مؤتمر ما يسمى بمجموعة أصدقاء سوريا، ولكن هذه الفعالية تثير أسئلة أكثر مما تعطي إجابات واضحة". وأضاف "لم نبلّغ رسمياً بالأطراف المشاركة في المؤتمر أو أجندته. والأهم من ذلك من غير الواضح ما هو الهدف الفعلي لهذه المبادرة". وأضاف لوكاشيفيتش أن هناك معلومات بأنه تمت دعوة عدة مجموعات من المعارضة السورية إلى تونس، ولكن لم تتم دعوة ممثلين عن الحكومة السورية، "وهذا يعني عدم تمثيل مصالح قسم كبير من سكان سوريا المؤيدين للسلطة". وأضاف "هيهات أن يساعد المؤتمر، والحالة هذه، على إطلاق الحوار الوطني السوري لإيجاد سبل حل الأزمة الداخلية وهو ما يدعو إليه منظمو المؤتمر، فيما يبدو". وأشار إلى أن هناك انطباع بأن "المقصود تشكيل تكتل دولي على غرار مجموعة الإتصال الخاصة بليبيا لدعم أحد طرفي النزاع الداخلي ضد الآخر". وقال إن "أسئلة جدية أثيرت حول الوثيقة الختامية للإجتماع. وبحسب بعض المعلومات، فإن مجموعة قليلة من الدول تعمل على كتابتها الآن، من دون معرفة المدعوين الآخرين الذين سيُطلب منهم أن يصدقوا على الوثيقة". وخلص إلى أنه "نظراً لكل هذه الظروف، لا نرى إمكانية للمشاركة في الإجتماع بتونس". وقال إن "روسيا تريد أن يكون جميع أعضاء المجتمع الدولي أصدقاء الشعب السوري كله وليس قسما منه. وما فتئنا ندعو شركاءنا في الولاياتالمتحدة وأوروبا والمنطقة إلى توحيد الجهود لإجلاس ممثلي الحكومة والمعارضة على طاولة المحادثات من دون شروط مسبقة، وحثّهم على التوصل إلى اتفاق حول مواقف مشتركة وإجراء الإصلاحات اللازمة". لذلك رأى أنه "من أجل ذلك يجب أولاً التوصل إلى التزامات محددة تتفق مع الوضع القائم بالتوقف عن استخدام القوة مهما كانت مصادرها وليس من قبل أحد الطرفين فقط. إنها حاجة أساسية إذا كان هناك حرص حقيقي على حفظ أمن المواطنين المسالمين". ورأى أنه بعد وقف العنف يمكن الإنشغال فوراً بتقديم المساعدة الإنسانية لجميع المحتاجين. واقترح المتحدث باسم الخارجية الروسية أن يكلف أعضاء مجلس الأمن الأمين العام للأمم المتحدة بإيفاد مبعوث خاص إلى سوريا للتعامل مع مسائل تأمين وصول السلع الإنسانية بالتنسيق مع الحكومة وجميع الأطراف الأخرى. وأكد استعداد روسيا "للعمل الجماعي النزيه في هذا الإتجاه في الأممالمتحدة". وكان أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي أعلن أمس الإثنين أن هناك إشارات تأتي من الصين، و"إلى حد ما" من روسيا بإمكان تغيير موقفيهما من الأزمة في سوريا. يذكر أن مندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي فيتالي تشوركين قال الإثنين إن روسيا ستقترح على المجلس قريباً تقديم مساعدات إنسانية لسوريا. ويجتمع "أصدقاء سوريا" في تونس يوم الجمعة بدعم من القوى الغربية وجامعة الدول العربية في مسعى للتوصل الى اتفاق دولي حول سبل انهاء العنف في سوريا. ومن المتوقع ان يمارس الاجتماع ضغطا على الرئيس السوري بشار الاسد حتى يتنحى. وأعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، الثلاثاء، أن لبنان لن يشارك في مؤتمر "أصدقاء سوريا" المقرر عقده في تونس يوم الجمعة المقبل. وقال منصور في اتصال هاتفي مع تلفزيون "أو تي في" اللبناني، إنه تلقى دعو من نظيره التونسي رفيق عبد السلام للمشاركة في المؤتمر الدولي "لأصدقاء شعب سوريا" في 24 شباط/ فبراير في تونس. وأضاف أن "لبنان الذي يتبّع سياسة النأي بالنفس مع الأحداث السورية، ونأى بنفسه عن جميع القرارات العربية التي اتخذت بحق سوريا، لا سيّما القرارات الأخيرة في 12 شباط/فبراير التي دعت الى قطع العلاقات الإقتصادية والدبلوماسية، ما استدعى تحفظنا". وقال "إنسجاماً مع سياسية النأي بالنفس، يتعذّر علينا المشاركة في مؤتمر تونس"، مضيفاً أن "هذا هو موقف لبنان وليس موقفاً شخصياً". وأشار وزير الخارجية اللبناني الى أن "موقفنا صريح هو أننا لن نتدخل بالشأن السوري والأمور الداخلية". واكد راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الاسلامي التونسي، ان تونس اشترطت لاستضافة مؤتمر اصدقاء سوريا المقرر الجمعة ان "لا يتخذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا" مشيرا الى امكانية اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري، كما جاء في مقابلة اجرتها معه صحيفة الخبر الجزائرية الثلاثاء. وقال الغنوشي "وزيرنا للخارجية (رفيق عبد السلام) اشترط لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا شروطا من جملتها ألا يتخذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا، وأن تشارك كل الأطراف في المؤتمر بما في ذلك الروس والصينيون". واضف الغنوشي "نحن نتفق مع طرح الجزائر بعدم التدخل العسكري الأجنبي في سوريا". وفي سؤال حول امكانية اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري قال الغنوشي "أتوقع أن تتجه السياسة التونسية إلى هذا". وكان وزير الخارجية التونسي حذر الاثنين من روما من "سيناريو عراقي" في سوريا.