يحتقرون ذكاء أبناء القبائل من يحرضونهم على حربٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ويحتقرون وعي أبناء المدن من يحاولون زجّهم في معارك لا سيارة لهم فيها ولا "موتور".. لقد لعبوا بورقة القبائل في مأرب، وورقة الجيش في عمران، وورقة الدولة في صنعاء.. مع أنهم كانوا هم السبب في تجهيل القبائل وتفتيت الجيش وتقويض الدولة طيلة العقود السابقة!. والآن يلعبون بورقة الثقافة والمدنية في "تعز".. مع أن مليشياتهم التي لا تزال تلوث بيئة المدينة، هي التي أهانت الخصوصية الثقافية ل"تعز"، وقوضت شبابية وسلمية ومدنية الثورة الشبابية السلمية المدنية التي أشعل أبناء "تعز" شرارتها الأولى!. لا يبالي "الإخوان" أن يموت الرعية ويعيش المشائخ، أو أن يحترق الشعب وتتدفأ المليشيات، أو أن يذهب الجيش اليمني إلى الجحيم ويعود "علي محسن الأحمر".! لا يبالون أن تخسر "تعز" ويربح "حمود المخلافي". والمعركة الآن معركتهم، وليست معركة "تعز" التي يحرّضون أبناءها على القتال نيابةً عنهم، في معارك تصفية حسابات بينهم وبين خصومهم الحوثيين الذين خسروا أمامهم في دماج وكتاف وحاشد وعمرانوصنعاء.. لكن الذين خسروا صنعاء لن يربحوا "تعز".. أبناء "تعز" على الأقل ليسوا أقل نباهة من أبناء حاشد الذين رفضوا القتال في معركة ليست معركتهم، لقد تحرروا لأول مرة من التقرب بفلذات أكبادهم على مذابح جلاديهم، للدفاع عنهم وعن عهدهم الأغبر.. وعلى افتراض أن "تعز" مثقفة ومدنية، أكثر من عدن أو صنعاء أو ذمار.. وهذه قضية نسبية، فهذا يجعلها تعي المخاطر من كل الجهات، وترفض المليشيات من كل نوع. وهي كذلك، أبناء "تعز" -ومعهم كل الرعية والمثقفين على طول وعرض هذا الوطن المنخور بالفساد والمليشيات والإرهاب وتجار الدين ومتعهدي الحروب ودعاة الفتن- باتوا -في الأغلب- على خبرة بلغة الانتهازية والاستحمار، لقد استُغلوا كثيراً في الحروب بالوكالة، وباتوا يعرفون جيداً أن معركتهم الحقيقية هي من أجل مستقبل يتسع للجميع.. لا من أجل مصالح الحوثيين أو الإخوان المسلمين.