بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لاتزال حاضرة بقوة في أحداث المشهد السياسي
القبيلة.. عامل دعم أم انتكاسة للجمهورية..؟!
نشر في الجمهورية يوم 26 - 09 - 2014

الحديث عن الدور الذي لعبته القبيلة اليمنية في أحداث ثورة 26 من سبتمبر 1962 م يبدو أمراً محسوماً في نظر الكثير من المراقبين والمحللين، وبالتركيز وتسليط الضوء على طبيعة هذا الدور بالتحديد عمدت الجمهورية إلى استرجاع بعض من التفاصيل المهمة المتعلقة وناقشت ذلك في ضوء ما يستجد من تحولات وأحداث في بلادنا ولا تزال القبيلة حاضرة بقوة في أحداث المشهد السياسي.
وكما حاولنا معرفة هل كانت قوة القبيلة وتواجدها في عمق السلطة عامل مساعد لبناء الدولة أم العكس؟ولربط الفكرة بشكل اعمق عمدنا أخيراً إلى تقيم دور القبيلة اليوم ومناقشة ما يحصل في عمران والجوف وهل يراد من خلال ذلك قصقصة الجناح القبلي الذي تمرد عن الملكيين في الستينيات واختيار الجمهورية؟
حاشد تدعم الجمهورية
بداية بحسب ما يوثقه المؤرخون فقد أعلنت حاشد تأييدها للثورة، وكان غالبية بكيل مع القوات الملكية باستثناء سنان أبو لحوم نكاية بحاشد وهو ما حدث بعد 62 عاما من ذكرى سبتمبر وقبل ثلاث سنوات من الآن تحديداً عندما أعلن الأحمر نفسه شيخ مشائخ حاشد دعمه لثورة الشباب اليمنية 2011، وأعلن معه أحد نخب بكيل للنظام الحاكم هذا لا يعني أن القبائل لم تكن لتنقلب على الإمام لولا جهود جمال عبد الناصر، إذ أن بيت الأحمر كانوا معارضين للإمام وقد أُعدم والد الأحمر نتيجة معارضته ولكن جمال عبد الناصر أرادهم تبني فكرة الناصري وهو مالم تستجب له القبائل وحتى القوى الثورية الأخرى مثل عبد الرحمن البيضاني المرادي.
ولم ترق فكرة إسقاط الملكية في اليمن للملك فيصل فاستقبلت الإمام الهارب محمد البدر حميد الدين ليشن ثورة مضادة من وراء الحدود وكان كثير من القبائل الزيدية في صف الملكيين وكان التدخل السعودي ولا زال بالأموال إذ خشي فيصل أن تدخلاً عسكرياً مباشراً قد يدفع المصريين لتصعيد هجماتهم لداخل الحدود السعودية خاصة أن الجمهوريين وأبرزهم البيضاني هددوا بذلك أكثر من مرة إن لم تتوقف السعودية عن جهودها لعرقلة الجمهورية.
كان انضمام الشيخ الأحمر مثل غيره من المشايخ حينها لأسباب فرضها الواقع في تلك الحقبة ولم تكن لهم رؤية لشكل الدولة المرتقبة عكس الزبيري والسلال ومن شابههم.
فوفقاً لعبد الله الأحمر نفسه، فإن انضمام حاشد لثورة 26 سبتمبر عام 1962 كان بسبب إعدام الإمام أحمد حميد الدين للشيخ حسين بن ناصر الأحمر شيخ مشايخ حاشد وقتها.
مشاركة الشيخ الأحمر
تفاصيل خفية حول الدور الذي لعبته قبيلة حاشد في الثورة ودعم تيار الجمهورية يرويها محمد مصطفى العمراني ويتحدث: ما إن انطلقت ثورة 26 سبتمبر عام 1962م حتى طلبت قيادة الثورة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي قدم من سجنه في المحابشة فكان تحرير الشيخ الأحمر من السجن من أوائل القرارات التي اتخذها النظام الجمهوري الجديد، فقد كان من المتوقع أن تواجه الثورة مقاومة ضارية من أعدائها كما حدث في ثورة 1948م الدستورية، وكان من الضروري أن تحشد الثورة كل طاقاتها للدفاع عن وجودها .. ولذلك كان قرار الثورة سريعاً بإطلاق سراح الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر واستدعائه للوصول إلى صنعاء نابعاً من اليقين بأن هناك دوراً تاريخياً ينتظر (الشيخ) في الدفاع عن الثورة.. ويتابع محمد مصطفى بأنه بعد يوم واحد من وصوله إلى صنعاء، انطلق الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر يقود حملة عسكرية مكونة من عدد من ضباط وجنود الثورة بعد أن زودهم الرئيس عبد الله السلال بكميات من الأسلحة، وانطلق الجميع إلى مدينة (خمر) التي ستتحول خلال عهد الدفاع عن الثورة إلى قلعة متقدمة في مواجهة العداء الإمامي والكيد الملكي لإسقاط الجمهورية والثورة ومع وصول (الشيخ ) خرجت ( حاشد ) من كل حدب وصوب تستقبل ابنها الخارج من سجن الإمامة، وكانت فرحة اللقاء لا توصف بعد سنوات تعرض فيها زعماء( حاشد ) للقتل والسجن والإبعاد عن مواطنهم..
وانخرطت (حاشد) من يومها في جيش الثورة، وتوجهت المجاميع بقيادة (الشيخ) للقضاء على مقاومة المنطقة الوحيدة في ( حاشد ) التي قاومت الثورة وهي منطقة (القفلة)، وفي خلال ساعات تم القضاء على المقاومة وطرد المتمردين خارج المنطقة ثم انطلقت الجموع لمطاردة الإمام المخلوع (البدر) إلى (شرس) و(وشحة) وفي الوقت نفسه كانت جموع أخرى بقيادة ( مجاهد أبو شوارب ) تقوم بمطاردة الإمام المخلوع، وكان الهدف منعه من الهروب وإلقاء القبض عليه أو قتله.. لكن ( البدر) تمكن من الهروب وتجميع القبائل للقتال معه ولاسيما بعد أن حصل على دعم مالي وعسكري من المملكة العربية السعودية، وبدأت المعارك بين الجمهوريين وبين الملكيين، وكل طرف كان يسعى لإثبات وجوده في منطقته وطرد الطرف الآخر، ففي الجبهة الغربية دارت معارك كثيرة في ( حجة ) و (المحابشة) و(كشر) و (وشحة) وفي الجبهة الشمالية.
القبيلة في ميدان المعركة
لم يكن للثوار في تلك الفترة جيش رسمي منظم، وما حاولت الثورة إعداده لم يكن بالصورة المطلوبة بسبب ضعف الخبرة والتجربة رغم وجود الحماس والاستعداد للتضحية، ولذلك كان الاعتماد على القوات المصرية الشقيقة وعلى القوات القبلية(الشعبية) المؤيدة للثورة والجمهورية، وكان أهم هذه القوات القبلية المقاتلون من قبيلة (حاشد) الذين شكلوا الجيش القبلي الأساسي للدفاع عن الثورة، وبالإضافة إلى (حاشد) كانت هناك قوات قبلية أخرى مؤيدة للثورة والجمهورية مثل(ذو محمد) بقيادة العميد عبد الله دارس، وقبائل (الحدأ) بقيادة مشايخ بيت القوسي وبيت البخيتي، وقبائل (نهم) بقيادة الشيخ سنان أبو لحوم، وكذا قبائل البيضاء بقيادة الشيخ أحمد عبدربه العواضي، والشيخ سالم الحميقاني وغيرهما من مشايخ البيضاء.
وكان هؤلاء المشايخ وقبائلهم يشاركون في القتال عندما تطلبهم الدولة للمشاركة في منطقة من المناطق لفترة معينة فيما كانت قوات (حاشد) أشبه بالجيش الرسمي الذي تحمل مسؤولية الدفاع المستمر عن الثورة. وكان الشعور السائد في حاشد وعند مشائخها وأفرادها أنهم مسؤولون عن حماية الثورة التي كانت ثمرة نضال طويل شارك فيه مشائخ حاشد البارزون مثل الشيخ حسين بن ناصر الأحمر وابنه حميد اللذان استشهدا وكان مقتلهما المسمار الأخير في نعش الإمامة.. كما أن المعاناة والتخريب والدمار الذي حل بحاشد عزّز من مواقفها مع الثورة وضد الإمامة
وعندما حدثت الخلافات داخل الصف الجمهوري، وتصاعدت المشاكل ووصلت إلى حد الاعتقال والسجن والقتل والتشريد، استمرت قوات الجيش الشعبي القبلي تدافع عن المدن الكبيرة مثل( صعدة ) و ( حجة ) وتمنع سقوطها في أيدي الملكيين، وتحمل الجنود قطع رواتبهم المفروضة لهم من الدولة وكذلك انقطاع المؤن الغذائية، وتحملت (حاشد) أعباء ذلك لكيلا تخسر الجمهورية المناطق التي تحررت
استمرت الحرب سجالاً بين الطرفين، وكانت قيادات الملكيين تعتقد أن انسحاب القوات المصرية من اليمن سوف يسهل عليهم دخول صنعاء ولكن لابد قبل ذلك من القضاء على مقاومة (حاشد) أولاً، غير أن المقاومة التي وأجهوها في (ذيبين) و(غربان) و(مرهبة) و(القفلة) و(حرف سفيان) أفشلت الخطة، وحسم الجمهوريون المعارك لصالحهم في معظم هذه المناطق، وحافظوا على راية الجمهورية عالية مرفرفة بانتظار معركة الحسم الكبرى في صنعاء.
في نفس الاتجاه يذهب الأستاذ محمد باعلوي إلى ما يقوله الفيلسوف أرسطو أن اتفاق عدد من الأفراد للعيش معاً، بفعل الحاجات المشتركة، أو العادات المتشابهة، أو حتى الأصل الواحد، لا يكفي لأنشاء مجتمع مدني أو سياسي أي دولة.
ولذا يرى محمد بأن صفة الدولة لا يمكن أن تنطبق على المجتمعات البدائية كالعائلات الكبرى، والعشائر، والقبائل. ولكي نفهم وضع اليمن يجب أن ننظر في التركيبة القبلية حيث يتكون المجتمع اليمني من عدة قبائل تشكل طبقا للتقديرات من (80 - 85) % من عدد السكان وهناك قبائل كبرى تحكم السلطة في الشمال تعتبر كل واحدة منها الأم لمجموعة من القبائل الأخرى التي تتفرع منها وترتبط بها عضوياً وهذه القبائل هي (بكيل – حاشد)
ويتابع باعلوي: توجد قبائل أخرى كبيرة لكن لا تشكل أي ثقل وليس لها أي تأثير، أما قبائل الجنوب فليس لها مكانا في السلطة قبل الوحدة وبعدها ويعود السبب لأن الجنوب في ظل الحكم الشمولي الاشتراكي قضى على هيمنة القبيلة بل ذهب إلى التنكيل بها أبشع تنكيل وما قام به من سحل وسجن وإخفاء قصري هذا كان قبل الوحدة وبعد الوحدة تنفست القبائل الصعداء وبدأت تستعيد كيانها وتلملم شعثها وبينما هي كذلك إذ يدخل الشيطان الإنسي إن صح التعبير ليبدأ الفتن بينها وإثارة النعرات بين قبائل الجنوب وتم إشغالهم ببعضهم ونظراً لما كانت عليه الحال في أيام الاشتراكي كانت القبائل وإن صح التعبير تميل وتجنح إلى السلم في معظم الأوقات وأصبحت الآن تشكل تكتلات قبلية مثل حلف القبائل في حضرموت وفي شبوة والضالع وكل مناطق الجنوب.
العلاقة بين القبيلة والدولة
يؤكد محمد باعلوي مواصلاً حديثه: إن عدم وجود القوانين والسلطة القادرة على فرض هيبة هذه القوانين وتنفيذها ينفي صفة الدولة، بمعناها الحديث، عن المجتمع. فبغياب القانون يصبح الشخص الحاكم شيخ القبيلة سيداً مطلقاً، ويتحول الخاضعون له إلى مجرد تابعين ينفذون الأوامر ولا يستطيع أحد منهم الخروج على شيخ القبيلة ولو كان يشغل منصب وزير وهذا ما نجدة في بعض المناطق الدولة تكاد تكون معدومة ويستبدل بها قوة القبيلة وقوة شخصية الشيخ وذهب بهم الحال إلى وجود سجون خاصة بهم ( سجن الشيخ ) وهذا يقودنا إلى انتفاء السلطة القوية من الدولة لجعل القوانين تحترم من الجميع ويؤدي إلى إلغاء معنى هذه القوانين، وإلى دفع المجتمع أكثر فاكثر نحو التفكك إلى قبائل متناحرة وشخصيات متصارعة. والقول بالسلطان أو السلطة لوحدها لا يعني القول بالدولة. وحتى بوجود قائد أو رئيس للدولة فإن السلطان والسلطة السياسية بقيت مسائل محكومة بقوة القبيلة ونفوذها.
ويستطرد: لنأخذ نظرة على أكبر قبائل الشمال قبيلتا حاشد وبكيل فهما تقطنان منطقة همدان وهي مناطق في شمال اليمن، من صعار جنوباً إلى صعده ونجران شمالاً، ومن الجوف وبرط شرقاً إلى وشحة وحرض غرباً.
يتضح بأن المناطق المتعصبة قبليا تمكنت من الاستئثار بالسلطة المركزية, ونرى حاشد أكثر استئثار بالسلطة من بكيل حيث لم يحكم من بكيل غير الحمدي، أما الأرياني فهو من بني هاشم، فنلاحظ هنا أن حكم حاشد في مجملة لليمن قبل الوحدة وبعدها زهاء الأربعين عاما فإذا أضفنا فترة حكم الحمدي والأرياني نجد أن القبيلة حكمت اليمن نصف قرن، كما احتفظت القبائل بسلطاتها المحلية في مناطقها، وأصبحت تمثل دولة داخل دولة، وأي تغير يطرأ على الحكم في اليمن لا يعني تغيرا جوهريا في النظام السياسي بقدر ما يعني تغير في الجناح القبلي وهذا يكون ضمن صراع السلطة بين القبائل.
والذي وصل إلى الحكم أخيراً الرئيس عبدربه منصور هادي من الجنوب ما هو إلا حل توافقي بعد ثورة التغيير وما نتج عنها من صراع داخل قبيلة حاشد نفسها وتصفية حسابات بينهم وهذا بدورة ألقى بظلاله على وضع اليمن اليوم .
موقع القبيلة في المجتمع
ويرى محمد إن النظام القبلي من القوة, والرسوخ في المجتمع اليمني هو الذي لم يمكن القوى الثورية من تطويعه وإخضاع القبيلة للدولة المدنية الحديثة، نتيجة للسلطة والنفوذ الذي يتمتع بهاء كبار مشايخ القبائل، ولما حدثت ثورة التغيير مطلع 2011م أيضاً كان للقبيلة دور وهيمن التحالف القبلي على المشهد الثوري.
ويضيف: بأن القبيلة تمثل اللبنة الأساسية في المجتمع اليمني، و أخفقت جميع الأنظمة السياسية من تفكيكها, أو النيل منها, أو استبدالها، بتنظيمات سياسية أخرى حتى مع وجود التعددية الحزبية، لم يكن للأحزاب السياسية تأثير على البنية القبلية في المجتمع، بل كان الأمر على العكس، حيث سبب الوضع السائد إلى اندفاع الأحزاب السياسية للاستثمار والتربح السياسي السريع فكانت القبيلة كمؤسسة اجتماعية راسخة، جاهزة للاستثمار والربح السريع فعمدت الأحزاب السياسية لاستثمار البناء القبلي في عملية تحزيب جماعي، حيث يلتحق الأفراد بالحزب باسم القبيلة, وليس تعبيراً عن قناعات شخصية أو أيديولوجية في مبادئ وأهداف الحزب بل ولاء لشيخ القبيلة وما يمثله في منطقة معينة، مثل حزب الإصلاح والمؤتمر مما جعل القبيلة تمثل شبه كيان سياسي داخل الأحزاب، فحالت القبيلة دون قدرة الأحزاب على تنشئة سياسية صحيحة لأعضائها في إطار أوسع من القبلية، فقد كانت القبائل محور التفاعلات الحزبية, واستطاع زعماء القبائل المشاركة بقوة في المؤسسات الدستورية، فقد حصد زعماء القبائل في انتخابات عام 1993م 94 مقعد من أصل 301 مقعدا وبعد أول انتخابات جرت بعد حرب 94م حصد مشايخ القبائل 102 مقعداً من إجمالي عدد مقاعد مجلس النواب ال 301.
وبحسب حديث باعلوي فإنه تباعاً لسياسة الرئيس الأسبق صالح التي كان يتبعها حول القبيلة عين أعضاء في المجلس الاستشاري الذي شكل في 31مايو عام 1990م وهم 6 أعضاء من مشايخ القبائل يشكلون نسبة 13 % من إجمالي المجلس الاستشاري البالغ عددهم 45 عضو، وارتفع عدد الأعضاء من مشايخ القبائل إلى 12 عضوا أي بنسبة 20 % في المجلس الاستشاري المشكل عام 1997م والبالغ عدده 60 عضواً.. وإلى جانب انخراط القبائل في العمل السياسي عن طريق الانتماء إلى الأحزاب السياسية فأنها تحاول أن تمارس العمل السياسي بشكل منفرد, ومستقل عن الأحزاب السياسية كتعبير عن استقلال كيانها وحماية لها من الوافد الجديد أو الدخيل على حياتها أي الأحزاب السياسية من وجهه نظر القوى القبلية, ومن هذه الآليات التي تلجأ إليها القبائل لصياغة وبلورة مواقفها السياسية الخاصة تجاه قضايا عامة منفردة عن العمل الحزبي وسياسة الدولة المركزية كما حصل في انتخابات عام 2006م حين رشح رئيس حزب الإصلاح الشيخ المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر الرئيس علي عبدالله صالح ليس لشي وإنما لأنه من حاشد ولكي لا يأتي من هو خارج قبيلة حاشد لحكم اليمن وهنا برز الولاء القبلي والتعاضد بين أبناء القبيلة.
وهذا يقودنا إلى سؤال قديم جديد وهو: على ماذا تقوم هذه الدولة في اليمن؟ هل تقوم على:
قوة القبيلة ومشايخ القبائل أم على التعددية الحزبية والأحزاب السياسية. أم على المتنفذون من أصحاب رؤوس الأموال، ……..الخ.. سؤال يحتاج إلى الكثير من الدراسة قبل الإجابة!!!
يختتم محمد باعلوي حديثه بأن اليمن يمكن أن نشبه الوضع فيه مثل الرجل المريض مرض عضال لكي يشفى لا بد له من علاج القبيلة بحيث تكون هذه القبيلة ضمن مجتمع مدني متحضر يبني دولة مدنية حديثة مع الاحتفاظ بكرامة وهبية القبيلة لكن ضمن قوانين الدولة التي تكفل ذلك.
دور القبيلة اليوم
ومع التصعيد على الساحة اليمنية المسلحة هذه الأيام، بدأ الرئيس عبدربه منصور هادي يستقبل وفوداً قبلية من مناطق شتى من البلاد خصوصا بعد أن بادر عدد من زعماء القبائل و أكدوا من جانبهم أنهم “جنود مجندة” إلى جانب جهود الدولة في تجاوز هذه المخاطر، وقالوا أنهم سيقفون بقوة وصرامة ضد الغطرسة والعنف واستخدام الأساليب الملتوية التي تتآمر على استقرار وأمن اليمن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.