أعرف. هذا الكلام قد لا يرضي البعض، خاصة من الثوار، أو الذين يصرون على هذه الصفة، ولكن الدولة التي نحلم ونبشر بها، لا يمكن أن تكون بغير هؤلاء الذين نلعنهم في كل منشور، ونفتقدهم في كل منعطف. "قيران" على سبيل المثال، رجل دولة من الطراز الأول، لا أعرفه شخصياً، وقد أكون مخطئاً بدرجة ما في تصوري له كرأي بلورته سلسلة من الملاحظات، وحتى يثبت العكس، يظل أنموذجاً مشرفاً للرجل العسكري الذكي والملتزم. يقولون عنه سفاح ويتحدثون عن شهداء تعز وهولوكوست ساحة الحرية.. وليست مهمتى أن أبرئ أحداً، ولكن تحميل شخص عسكري مسئولية حرب بين المليشيات والدولة قضية تحتاج لكمٍ لا بأس به من السذاجة أو اللؤم.! وفي مقابل أن الكثير من الضحايا الأبرياء يستحقون الكثير من الأسف، يمكن ملاحظة أن الكثير من الوقائع تفتقد إلى الكثير من الواقعية، حادثة "المحرقة" بالذات تبدو صناعة فوتشوبية في معظمها.! خلال الأحداث العاصفة لما سمي ثورة 2011م، كان بإمكان هذا الرجل في تلك الأيام العصيبة أن يسلم مدينة تعز للمليشيات، ويحصل على رضا الثوار .. كربح محتمل مؤقت مقابل خسارة مؤكدة دائمة تطال أولاً ضميره وشرفه العسكري. لكنه بدلا من الانشقاق عن الدولة والالتحاق بمليشيا الشيخ، وإرضاء المسلحين بذلك الشكل المهين، كما فعل آخرون كثر.. مارس عمله في حدود مهامه الوظيفية لصالح الدولة والأمن. هذه نقطة جوهرية إيجابية لصالح الرجل يقدرها أيّ ثوري واعٍ، وتأخذها في الاعتبار أيّ ثورة وطنية شريفة، لكننا نعرف كيف انحرفت الثورة وإلى أين وصلت، وأوصلت اليمن، ومع ذلك نتداول بلؤم أحياناً، وببراءة غالباً، نتداول تناقضات الخطاب الثوري النظرية النظرية، فضلاً عن تناقضاته بين الوعي والممارسة.