يطل حميد الاحمر مجددا بنزوعه المفرط في الادعاء الثوري وتقمص دور الزعامة السياسية وفق صورة تخفي حقيقة التفكير والسلوك الذي يطبع شخصيته مثلما يطبع شخصية العائلة التي ينتمي اليها . بدا حميد وهو يتحدث ا ( الشرق الاوسط ) عن ما يسميها ثورة وموقفه والشيوخ الحمر منها الى حد انه _ اي حميد- وهو يتحدث عيمارس الوصاية باسم الساحات وباسم الشباب الابرياء الذين يجهلون الغايات والمقاصد التي التي يهدف اليها حميد وبمعيته بقية الشيوخ الحمر وقوى الصراع السياسي وتحالفاتهم مع اوكار الارهاب والتطرف . ولا اظن ان حميدأ نسي ، لكنه تناسى بقصدية كثير من الحقائق التي تقضي بأن يكون آخر من يتحدث عن ثورة ، او عن نزاهة او حتى عن ثورية ، ذلك ان حقائق الواقع تستدعي من حميد ان يسأل نفسه اولا عن منطقية ومصداقية حديثه عن الحالة القاتمة التي أرجعها الى النظام ضد اليمنيين ، وكان حميد جاء من كوكب آخر ومقطوع الصلة والقرابة عن كل ما قاله من طغيان واستبداد وظلم مارسه النظام ضد ابناء الشعب!! في أقل الاحوال ، كان على حميد ان يستدعي في نفسه لو لم يكن جزءا من فسيفسائية الفساد والنهب المنظم والاحتكار واستغلال النفوذ القبلي والسياسي ، هل ستكون له هذه الثروة والشركات والاراضي والقصور ؟ بالطبع ، سوف يمضي حميد في الحديث عن شعب مظلوم ومقهور خرج لاستعادة كرامته وحقه في الحياة الرغيدة وتطلعاته الى الدولة المددنية و سيادة النظام والقانون ، ولا يخجل في الوقت ذاته من تقديم نفسه كواحد من هؤلاء الذين كان خروجهم الى الشوارع بدافع الظلم والقهر والحرمان . لكن الفارقة بالنسبة لحميد تتبدى في حديثه عن السلطة والثروة ، وكم تحدث في وقت سابق حولها ، فهو لا يكف عن الحديث عن هذه المسألة بالصورة التي تثبت نزوعه الانتقامي وتفكيره الانقلابي ، مع ملاحظة تفرده وأخوانه في الحديث عن السلطة والثروة وكأنها ميراث شخصي تركه لهم الشيخ الوالد ، واستحقاق تاريخي واجتماعي تفرضه قوة النفوذ القبلي ومنطق القوة . وما يثير العجب هو ما جاء في حديث حميد حول احداث الحصبة ، فقد اعطى المواجهات المسلحة التي خاضها واخوته ومليشياتهم القبيلية صفة النضال في الاطار الثوري السلمي !! وظهر من اللؤم والفجاجة حديثه عن الدفاع عن النفس كذريعة مفضوحة يدرء بها نزعة العنف والرغبة في التدمير والنهب والسلب. على ان الوجه الاكثر لؤما ، تبدى في هرطقاته عن سير هذه الاحداث وتبرئة ساحته من كل الضحايا والخسائر التي لحقت بالمنطقة وسكانها . وكذلك ما سرده بشأن حادثة النهدين التي استهدفت اغتيال رئيس الجمهورية وكبار مسؤلي الدولة ، دون ان يتذكر ما صرح به مدير مكتب شقيقه صادق عقب الحادثة بساعات قليلة لقناة العربية . وهو التصريح الذي لا يحتاج الى تفسير او توضيح .