عجزت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد وأجهزة الرقابة والمحاسبة الحكومية عن إحالة أكثر حالات الفساد شهرة في قطاع الشباب والرياضة إلى الأجهزة المختصة رغم التقارير الكثيرة التي وصلت اليها والتي تؤكد أن صندوق رعاية النشء والشباب أحد منابع الفساد في بلادنا. صندوق الجدة سعيدة كما يحلو للبعض تسميته نسبة إلى مديرة الصندوق التي دمرته وحولته إلى ملكية خاصة لاتحاد رياضة المرأة التي تديره أيضاً إلى جانب عملها كنائبة رئيس اللجنة الأولمبية اليمنية وغيرها فصرفيات الصندوق وفقاً للوثائق الرسمية التي تم نشرها يذهب معظمها وغالبها إلى اتحادها الوهمي الذي لم يحقق لليمن اي انجاز باستثناء التعاقد مع لاعبات تونسيات وجزائريات للمشاركة باسم اليمن في بعض البطولات وبمبالغ خيالية لو انها صرفت للاعبات اليمنيات لكنا الان ننافس في بطولات العالم للنساء.
لقد سمعنا ان الهيئة يمكن ان تعتمد على البلاغات المقدمة اليها حتى عبر الصحافة ووسائل الإعلام لكننا وجدنا ان ذلك لم يحدث فقد تناولت الصحف الكثير والكثير من فساد الصندوق ومسئوليه ونشرت كم كبير من الوثائق التي لو كانت في بلد اخر لتم اقالة الحكومة على صمتها وليس مسئولي الصندوق فقط ولتمت اقالة هيئة الفساد التي تتفرج على فسادهم وظلمهم لكننا في اليمن بلد العجائب التي يتم فيها تعيين الوزير الفاسد في وزارة اخرى ليستكمل فساده وكأن القدر كتب علينا ان نظل نتحمل هؤلاء وفسادهم وعبثهم بأموال وممتلكات الشعب وصناديقه الكثيرة التي لا توجد الا في اليمن فقط والتي أوجدت أبواباً للفساد والنهب في ظل غياب وصمت الأجهزة الرقابية وهيئة الفساد.
فهل يمكن ان تدرك الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أن دورها حان لمحاسبة الفاسدين ؟ أم انها ستظل تتفرج على أموال الشباب والرياضة وهي تذهب هدايا ومكافآت لأشخاص يخدمون المديرة ولا يخدمون البلد ؟ وإذا كانت الهيئة عاجزة فلتخبرنا ونحن سنذهب إلى الهيئة العالمية لمكافحة الفساد والأمم المتحدة لنشكو اليها من فساد الجدة سعيدة وصندوقها ونقول لهم ان هيئتنا عجزت عن قيامها بواجبها ولم تستطع محاسبة وزير فاسد استولى على ملايين الريالات من وزارته التي كان يشغلها بحجة القرضة الحسنة او مسئولة فاسدة ازمت روائح فسادها الأنوف إلا مسئولي هيئة مكافحة الفساد الذين ربما اشتروا كمامات حتى لا يشموا روائح الفساد.
ختاما وللمرة الألف اتقدم انا كصحفي وإعلامي باسمي وكل من تناول قضايا فساد صندوق رعاية النشء والشباب ببلاغ إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لتقوم بدورها في دراسة الوثائق وتقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وتقارير المالية والبنك المركزي وكل الهيئات حول الصندوق وإحالة كل من يثبت فساده إلى الجهات المعنية لينال جزاءه الرادع ولا نريد ان تعجز الهيئة عند صندوق الجدة سعيدة وحتى لا نطلق عليها الهيئة الوطنية العاجزة عن مكافحة الفساد.