أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده تطوّر إستراتيجية وطنية للطاقة للتغلب على التحديات الناجمة عن الفجوة بين حاجات الطاقة والمتاح منها، وتفي بحاجات السوق المحلية وتحقق معدلات النمو المستهدفة، وتؤمن إمدادات الطاقة وتحافظ على معايير البيئة والتنمية المستدامة. وأكد أن توافر الطاقة وإدارة الطلب عليها من الأولويات الرئيسية على أجندة التنمية المصرية، وهدف يتحقق من خلال إصلاح الدعم وتنويع مزيج الطاقة وتبني خطط لترشيد كفاءتها وتحسينها. وأوضح في كلمة خلال افتتاح الدورة السنوية الثامنة من القمة العالمية لطاقة المستقبل ضمن «أسبوع أبو ظبي للإستدامة» والتي بدأت في أبو ظبي أمس، أن تلك الإستراتيجية تقوم على محاور عدة تشمل تنويع مصادر الطاقة من خلال وضع مزيج متوازن يحقق الاستخدام المستدام والأنسب للموارد المتاحة بحيث يشمل الاستخدام النظيف للفحم ومصادر الطاقة النووية إلى جانب الغاز الطبيعي والبترول. يضاف الى ذلك العمل على تحسين كفاءة الطاقة وتطوير حقول النفط وتشجيع الاستثمار في الاستكشافات الجديدة خلال المرحلة المقبلة لزيادة الإحتياط والإنتاج، والإسراع في تسديد الديون المستحقة للشركاء الأجانب، فضلاً عن تنفيذ خطة شاملة لإصلاح دعم الطاقة على مدى خمس سنوات تتضمن اتخاذ تدابير لحماية الفقراء، ما يساهم أيضاً في إزالة إحدى أكبر العقبات أمام نمو الاقتصاد وزيادة القدرة التنافسية. حضر افتتاح القمة نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعدد من الرؤساء وممثلي الدول العربية والأجنبية، وحشد من الشخصيات القيادية والخبراء والعلماء والمهتمين بشؤون الطاقة من مختلف أنحاء العالم. وأضاف السيسي: «إن هذه الإستراتيجية تشمل تحويل مصر إلى مركز محوري لتجارة الطاقة للاستفادة من موقعها الجغرافي الذي يتوسط كبار منتجي الطاقة ومستهلكيها، ومن توافر البنية التحتية وعلى رأسها قناة السويس، خصوصاً في ظل التوسعة الجديدة الحالية، وكذلك خط أنابيب سوميد وخطوط شبكات البترول والغاز وتسهيلات إسالة الغاز، والطاقات المتاحة بمعامل تكرير النفط». وأكد أن محدودية مصادر الطاقة التقليدية تحتم التوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في ظل الإمكانات الكبيرة لاستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وصولاً إلى نسبة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المصري إلى 20 في المئة بحلول عام 2020. ولفت إلى تنفيذ كثير من المشاريع الناجحة في مجال الطاقة المتجددة، أبرزها توليد الكهرباء من طاقة الرياح في الزعفرانة والغردقة، كما تُنفّذ مشاريع في مناطق جبل الزيت وخليج السويس، اضافة الى مشاريع طاقة شمسية. ودعا الرئيس المصري القطاع الخاص إلى المشاركة في الاستثمارات والخطط الطموحة في سوق الطاقة المصرية والتي توصف بتوفير المعلومات وقلة الأخطار والعمل بمعايير ومواصفات قياسية لمشاريع الطاقة. وتطرق إلى تطوير تشريعات جديدة لتشجيع إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة وتنمية استخدامها، وتنويع أنماط إنشاء مثل هذه المشاريع لإعطاء أكبر مساحة من الفرص للمستثمرين مع تبني برنامج لتعرفة التغذية على أسس جاذبة للاستثمار، فضلاً عن طرح برنامج محطات كهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خلال ثلاث سنوات تنتج 4300 ميغاواط. وأعرب السيسي عن قناعته بأن مستقبل التنمية المستدامة في العالم يرتبط بتحقيق استقرار أسواق الطاقة وتوفير طاقة نظيفة. وقال: في هذا العصر، أصبح من الضروري دعم التعاون والتنسيق بين الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة لتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا بما يحقق المصالح المشتركة للأطراف كافة. وأشار إلى سعي مصر الى تنظيم «مؤتمر دعم وتنمية الإقتصاد المصري: مصر المستقبل» الذي سيُعقد في مدينة شرم الشيخ خلال آذار (مارس) المقبل، لعرض التوجه الاقتصادي للحكومة ولصوغ مشاركات فاعلة في قطاعات عدة من خلال خريطة إستثمارية موحدة لمصر. وقال: «أدعوكم للمشاركة في المؤتمر الإقتصادي المصري».