الثورة تحتاج إلى خطاب، لكن الفرق بين الخطاب الثوري وخطاب الحقد، كالفرق بين المطر والبرد، الخطاب الثوري صادق وعادل، أما خطاب الحقد فكاذب وظالم. المطر ماء، والبرد ماء لكن المطر مفيد في كل أحواله أما البرد فضرره أكثر من نفعه. خطاب الثورة يوضح الحقائق و يرسخ قواعد العدل أي أنه يجتث ثقافة الكذب والظلم، أما خطاب الحقد فيدافع عن الكذب والتضليل و يبرر ممارسات الظلم. المطر هو المصدر الوحيد للمياه العذبة و يحتوي على معادن مفيدة للبشر والحيوانات والنباتات. أي أنه غيث يذهب بالقنوط، أما البرد فمصيبة. ماء المطر ينزل مزناً أي نطفاً صغيرة فلا تؤذي البشر أو الحيوانات أو الأشجار، أما البرد فينزل متحجراً فيدمي البشر والحيوانات ويهشم الأشجار بكل أنواعها وخصوصاً المثمرة منها. المطر يتسرب في الأرض و البرد لا. المطر ينزل بدرجة حرارة متناسبة و البرد لا. قطرة المطر تتراوح ما بين 0.1 الى 0.9 مللمتر. البرد أحجار من الماء خشنة يتراوح حجمها ما بين 0.2 و7.9 من الانش متعددة الاشكال تحتوي على أسنان حادة، وفي حالات نادرة قد يصل وزنها إلى حوالي نصف كيلو جرام. ماء المطر معتدل الحرارة ويتسرب في الارض ليروي الأشجار وتتكون منه الأنهار والاحواض الجوفية، إنه مسخر لخدمة الانسان في جميع الأحوال، أما ماء البرد فمنخفض الحرارة ويحرق الاشجار، خصوصاً إذا تسرب الى عروقها، وعند ذوبانه يتبخر معظمه. رغم أن مصدر المطر والبرد واحد أي الماء، لكن تحول ماء المطر إلى برد نتيجة لعوامل خارجية (الارتفاع والضغط والكثافة وقوة الرياح) جعلت تأثيرهما مختلفاً. السحب التي تحمل المطر تختلف عن السحب التي تحمل البرد. ينزل المطر من السحب الحاملة والقريبة من سطح الأرض في حين يتكون البرد في السحب الركامية التي تشبه الجبال في الأرض أي الطويلة والكثيفة على ارتفاعات شاهقة قد تصل الى 75000 قدم. لا يتكون البرد إلا في الأجواء الباردة. المطر ينزل في المناخ المستقر وترافقه رياح طيبة عليلة وممتعة، البرد لا يسقط إلا في المناخ غير المستقر، تسبقه ريح شديدة وترافقه عواصف رعدية مخيفة وصواعق قاتلة. من يتابع الخطاب الصادر ممن يطلقون على أنفسهم ثواراً، فسيجد أنه في حقيقة الأمر خطاب الحقد، فليس من الخطاب الثوري الكذب البواح، وليس من خطاب الثورة نشر جثث الشهداء كما تنشر صور النساء العاريات بهدف الاثارة. وليس من الخطاب الثوري التحريض على الظلم على أي إنسان، وليس من الخطاب الثوري إصدار أحكام الاعدام على أي أحد، و ليس من الخطاب الثوري انتهاك الاعراض، وليس من الخطاب الثوري تخويف الناس وليس من الخطاب الثوري اتهام المخالفين بالخيانة و العمالة. نرجو من شباب الثورة أن يسكتوا هذا الخطاب، إنه مسيئ لهم و لثورتهم ولمستقبلهم ومستقبل أبنائهم، عليهم أن يوفروا الظروف المناسبة لأن يكون خطابهم مطراً لا برداً.