وحدي من سيدفع ثمن كل هذا الصراع السياسي والعسكري والديني القذر الذي يشهده اليمن . نعم .. أنا فقط من تفزعني التطورات والتصعيد وأي صوت أو موقف أو خطوة يقوم بها طرف أو أطراف متصارعة داخل البلد. نعم أنا فقط من يخشى على أطفاله ولقمة عيشهم ومستقبلهم ويتمنى لهذا الوطن الأمن والسلامة والازدهار والكرامة والتطور ولأهله السعادة والعيش الكريم. أنا المواطن البسيط من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، من لا أملك حزبا ولا جماعة ولا قبيلة ولا طائفة ولا قوى خارجية ولا قوى داخلية. أنا المواطن المغلوب على أمره في عدن مثلما هو في الحديدة وفي حضرموت مثلما في تعز يبحث عن وطن آمن ولقمة عيش كريمة وحرية ومستقبل لأطفاله. لا علاقة له بهوية أو عقيد أو لون أو منطقة أو طائفة من يجلس على كرسي السلطة. نحن أبناء البسطاء من ندفع دائما ثمن صراعاتكم النتنة على السلطة، حصل ذلك في الماضي البعيد تكرر في الماضي القريب ويحدث الآن أن تسيل دماؤنا في الشوارع والوديان والشعاب من أجل أطماعكم. نحتاج إلى كسرة خبز في وقت سلمكم فلا نجدها، فيلجأ البعض إلى براميل القمامة ليبحث عن فضلات موائدكم الزاخرة عله يجد ما يسد جوعه ويستر أطفالا ونساء يعانون خلف الجدران. وحين تختلفون أو يختلف أربابكم خارج الحدود تصبون نار حقدكم وتصفون حساباتكم على أوجاعنا وأجسادنا النحيلة، فنموت ونتشرد نحن وتدمر بيوتنا نحن وييتم أطفالنا نحن وترمل نساؤنا نحن وتفجع أمهاتنا نحن فقط. أما أنتم فتديرون صراعاتكم من قصوركم وقلاعكم المشيدة وعندما يشعر أحدكم بالخسارة يسلك الطريق التي ظل يعبدها لسنوات ، وخلال دقائق قليلة يكون قد انتقل من قصره في صنعاء أو في عدن إلى قصره الآخر في عواصم المال المجاورة أو في العواصم المثالية في أوروبا وأمريكا. ونظل نحن هنا نتجرع نتائج أطماعكم وحماقاتكم وحروبكم العبثية. نحن ووطننا نداوي جراح بعض وما إن نشتم رائحة العافية حتى تنشب فينا أظافر أطماعكم وأحقادكم وتعاودوا الكرة مرة باسم الوطنية ومرة باسم الحرية ومرة باسم الدين والحقيقة أنها من أجل السلطة فقط. غضبي عليكم جميعا.