لا أدري إن كانت مكاتب صحيفة الجمهورية قد أصبحت مخازن للصواريخ الحوثية بعيدة المدى، ولكني أعرف جيداً أن منزل "حمود الصوفي"، في تعز، تم اقتحامه في عام 2012م، وتدمير كل ما فيه بالرصاص، وما يزال تحت سمع وبصر الإخوان منذ أعوام. أي ليس مناسباً لأن يكون مخزناً للأسلحة كالصحيفة، وحسب منشورات متفرقة تخرج من مشكاة واحدة، في مواقع التواصل الاجتماعي، ففي تعز كثير من المؤسسات والمنازل مطلوب تدميرها، بجانب قائمة سوداء لأسماء مطلوب تصفيتها.. بما يجعل تلك الأماكن والأشخاص أهدافاً مناسبة للإرهاب على الأرض أو لقصف طيران عاصفة الحزم. في أحد تلك المنشورات: (هؤلاء غرماؤكم يا "شباب تعز".. بيضوا الوجوه، وحلال زلال عليكم اللي تحصلوه بالبيت، انشر و"رجال الله" بيكملوا الباقي). خصومة فاجرة، ولغة منحطَّة، تكشف عفوياً عن نزعتها السادية ومرجعياتها المراهقة، المحايثة للإرهاب والتحريض والتكفير والتخوين وشيطنة الآخر، توفر للإرهاب أرضيته النفسية ودوافعه الفكرية، وتجعله في كامل جاهزيته للفتك، التنفيذ المباشر هو أبسط عناصر هذه العملية المركبة والمعقدة. الأرضية التي تُجرى عليها الصراعات في اليمن أرضية هشة مهترئة بشكل مخيف، وتتآكل باستمرار، وفي الواقع قد انهارت وانجرفت بعيداً عن الضمير المدني وأخلاق التعايش الإنساني وقيم التنافس السياسي. وكالعادة الذين يرفضون الفصل بين الدين والسياسة، يفصلون بينه وبين الأخلاق والمعاملة، وببساطة يدمجون بينه وبين العنف والإرهاب.. مثل هؤلاء، بمثل هذه الممارسات، لا يستحقون أن يرثوا تركات آبائهم، لسفاهتهم، ومع ذلك يريدون أن يخلو لهم الجو، وأن يكونوا ورثة الأرض بعد "العاصفة"!.