لقد جعل الساديون من عذابات الناس متعة لهم ، وجعلوا من الدماء متنفساً لهم ، ومن الأزمات التي يصنعونها راحة لهم ، ومن السقوط الأخلاقي شرفاً لهم ، ومن الإساءة إلى الوطن والدين والأعراف والقيم الإنسانية ديناً لهم ، ولم يكتف أولئك المتلذذون بآلام وجراحات الناس بذلك كله ، بل زادوا الوضع إيلاماً من خلال النهم الشديد على النهب والسلب وقطع الطرقات وإحراق المساكن والممتلكات العامة والخاصة ، والاعتداء على الناس وإظهار الأساليب الهمجية لترويع الآمنين والدفع بالمغرر بهم إلى الهاوية وهم بعيدون عن تلك المعاناة والآلام يقبعون في مخابئهم ويحرقون غيرهم ممن لايدركون خطورة أفعالهم وإجرامهم وسوء نواياهم وشدة حقدهم على اليمن وأمنه واستقراره ووحدته وسلامه الاجتماعي. لم يدرك الساديون الحاقدون المخربون الدمويون أن الشعب اليمني يمتلك إرادة فولاذية استمدت قوتها من الإرادة الإلهية ، وأن هذه الإرادة لاغالب لها مهما تحالفت قوى الشر والعدوان ومهما تكالبت عناصر الحقد والكراهية وأصحاب الأوهام الظلامية دعاة الفتن وتجار الحروب وصنّاع الأزمات وأصحاب الجرع الدموية ، وأن ذلك الإجرام والإرهاب الذي يمارس ضد الشعب سوف يفت في عضد الإرادة الشعبية ، بل سيزيدها قوة وصلابة في مواجهة قوى الحقد والظلام. لقد برهن الظلاميون أن مساعيهم التي يسعون إلى تنفيذها وفرضها على الشعب بالقوة هي تلك الأفعال الإجرامية والإرهابية وتلك الفوضى وذلك الرعب ، وهم لايمتلكون غير ذلك وليس في رؤوسهم أكثر من تدمير البلاد والعباد والقضاء على كيان الدولة اليمنية ، ولذلك زاد فسقهم وزيفهم وبهتانهم وانحطاطهم الأخلاقي وفضح الله مستورهم وعرى مشاريعهم وكشف مكرهم وبيّن سوء نواياهم وقبيح أفعالهم . إن ذلك الإجرام والإرهاب الذي أظهره الساديون كان البيان العملي الذي جعل الشعب كل الشعب يدرك خطورتهم وعدم إيمانهم بالله وقوة إيمانهم بالشيطان ، الأمر الذي جعل الشعب يعبّر بمختلف الوسائل عن رفضه لهم واستعداده للدفاع عن الشرعية الدستورية وعدم التفريط في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك فإن المطلوب هو المزيد من التلاحم الوطني من أجل حماية الأمن والاستقرار والوحدة في ظل الاعتصام بحبل الله من أجل إعمار اليمن بإذن الله.