إذا وصل الانهيار الأخلاقي لدى البعض إلى السخرية بالقضاء والقدر، وإذا تجاوز ذلك البعض حدوده إلى التشفي فإن ذلك أمر بالغ الخطورة على المجتمع ونسيجه الاجتماعي، وهو دليل قاطع على التيه والبعد المطلق عن جوهر الإسلام عقيدة وشريعة، ودليل يقدمه السائرون خلف الشيطان على خطورة أفكارهم وسوء نواياهم وفجور أعمالهم وخيانتهم للدين والوطن والإنسانية كافة. إن حوادث الإجرام والإرهاب ابتداءً من جامع النهدين والسبعين واحدة من الأحداث التي اهتز لها عرش الرحمن واستنكرتها الإنسانية كافة ولم يتخل عن إدانتها إلا عدو للإنسانية لأن الحادثين الإرهابيين الإجراميين استهدفا اليمن بأسره بكل مقوماته الجغرافية والبشرية والدينية، وقد آمن الناس كافة بالقضاء والقدر، ومامن إنسان في اليمن إلا في قلبه ألم وحسرة من ذلك الإجرام والإرهاب الذي أبكى الإنسانية كلها ماعدا من في قلوبهم مرض الحقد والانتقام الإجرامي. إن زيادة الانحراف والوقوع في مستنقع الارتهان والخيانة تجعل ذلك البعض من الحديث عن آثار ذلك الإجرام والإرهاب مادة للاستهزاء والتندر والسخرية بمن أصابهم الإرهاب وأن يجعل من قلمه أداة شيطانية تسخر ممن أصابهم الجرم والإرهاب، ولايدل ذلك إلا على انعدام الأخلاق وضعف الإيمان والارتهان للغير من أجل الحقد والكراهية والتشفي في الوطن وأهله باسم الدين. إن من يسلك هذا السلوك دليل على حقده وضلوعه في ممارسة الانتقام والبغض للدين والوطن ولايعبر عن أخلاق أهل اليمن الذين كمل الله تعالى عقولهم بالإيمان والحكمة وربط أقوالهم وأفعالهم بالإيمان المطلق بالله رب العالمين، الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر وبملائكته وكتبه ورسله وبالقضاء والقدر خيره وشره، وليس من أخلاق المسلمين التشفي في أحد حتى لو كان العدو فما بالك بمن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمداً عبده ورسوله، إن ماقرأته يوم أمس جعلني أشعر بالحياء من الله والناس لمجرد أن قرأت فكيف بمن يكتب أو يرسم تلك السخرية التي أغضبت الخالق جل في علاه، كفوا عن الحقد والخيانة وأعلموا أن الله غفور رحيم ولكنه شديد العقاب وأن ذلك السلوك لايقل خطراً عن فعل الإجرام والإرهاب وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا كيدكم ومكركم وخيانتكم إنه على كل شيء قدير.