قوة الإيمان بالله وعمق الولاء للوطن وشرف الانتماء وقوة الاعتزاز بالنفس سجايا خالدة في نفس كل يمني أصيل تمنعه من فعل الخيانة والغدر بالدين والوطن والانسانية وتفرض عليه حرمة الدم والعرض والمال وتقوده صوب الاعتصام بحبل الله المتين وتجعله يقدس مكارم الأخلاق ويعزز الوئام والإخاء ويجسد الوفاء بالعهود والمواثيق, وكل ذلك من السجايا اليمنية العربية الأصيلة التي كادت تندثر في عصر الجاهلية وجاء الإسلام الحنيف ليتمم مكارم الأخلاق. إن البحث في أصول هذه السجايا الخالدة يظهر أنها يمنية عربية تمسك بها الأوائل من القوم الذين صنعوا تاريخاً خالداً مليئاً بتلك المكارم الانسانية شديدة الالتصاق بإنسان اليمن الأصيل, ولذلك فإن أفعال الإجرام والإرهاب وارتكاب المحرمات لاصلة لها بأصالة الانسان اليمني بقدر ماهي ظواهر دخيلة تعبر عن أقوام لايقدرون مكارم الأخلاق, بل إن الغدر والمكر والخيانة تأتي في نفوسهم الدنيئة غير المرتبطة بالخالق جل وعلا. إن الإرهاب الذي شهدته البلاد اليوم لاصلة له بإنسان اليمن الذي وصفه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بأرق قلوباً وألين أفئدة وأهل حكمة وإيمان, وقال صلى الله عليه وسلم : “الإيمان يمان والحكمة يمانية” ولم يقل ذلك في غير أهل اليمن, بل إن الله تعالى من عالي سماه قال عن اليمن :(بلدة طيبة ورب غفور) صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم, ولأن اليمن منبت ومنبع ومصدر إشعاع الخير للإنسانية فإنها محل أطماع الكثيرين من الأقوام الأخرى الذين لم يحظوا بمثل ماحظي به اليمن من العناية الإلهية. إن الأحداث الجسيمة والأليمة سوف لن تزيد أهل الإيمان والحكمة وبلد الطيب ومكارم الأخلاق العظيمة إلا جلداً وصبراً وتماسكاً في سبيل مواجهة أي من المخاطر والمؤامرات التي تحاك ضد اليمن, وقد قدم التاريخ دروساً خالدة في هذا المجال, حيث أن اليمن عبر الزمن الصخرة التي تتحطم عليها أطماع أعداء الانسانية, والمكان الذي يفضح الله فيه نوايا الحاقدين أياً كانت, ومن أجل ذلك أكرر الدعوة لأهل الإيمان والحكمة وبلد الطيب والمكارم العظيمة إلى المزيد من الاعتصام بحبل الله المتين وسيرد الله كيد المتآمرين ويجعل تدبيرهم تدميراً عليهم إنه على كل شيء قدير, وأما الذين وقعوا في شرك التغرير والغواية الشيطانية فإنهم بحاجة إلى توعية لإزالة طلاسم الفجور التي عبئت عقولهم بها وسيعودون لأصالة إنسان اليمن بإذن الله. رابط المقال علي الفيس بوك