من غرائب السياسية المعاصرة الناتجة عن الفوضى الخلاقة، التي زرعتها القوى الصهيونية في الوطن العرب ارتهان القوى الجديدة للعدو، وإعلان الحرب الفاجرة على الأخ المسلم، الذي يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، ولعل هذا الارتهان الماحق قد يرهن على أن تلك القوى لا تؤمن بالقيم والأخلاق والمبادئ ولا تعترف بدين، بقدر اعترافها بأن الغاية تبرر الوسيلة، وقدسية كتاب الأمير للمفكر الغربي الشهير ميكافيللي، الذي جعلت منه القوى التي لا تؤمن بالديمقراطية والمشاركة السياسية بقدر إيمانها بالهيمنة والتسلط، ومن لم يكن معي فهو ضدي كتابها المقدس. إن النزعة العدوانية التي ظهرت مع ما يعرف “بالربيع العربي” دخيلة على المجتمع العربي المسلم، فلم يشهد التاريخ تحالفاً عربياً صهيونياً ضد بعض العرب والمسلمين، وهذا تأكيد جديد أن الفوضى الخلاقة صناعة صهيونية خالصة، برع فيها الصهاينة وتمكنوا من خلق العداوة المفرطة بين المكونات الإسلامية، وجعلت لنفسها مكانة لدى القوى المجنونة بالسلطة، تمكنها من فرض الهيمنة والاستعباد، وبات بمقدورها توجيه تلك القوى وفق رغباتها وإرادتها للقضاء على الإسلام والمسلمين، ومنع قيام الوحدة العربية. إن المشهد السياسي المعاصر بات أداة لتنفيذ الرغبة الصهيونية في القضاء على أحلام العرب والمسلمين والإنسانية في السلام، الذي يحفظ كرامة الإنسان، ويستطيع العدو الآن أن يوجه تلك القوى المجنونة بالسلطة، لفعل ما يريدون دون أدنى كلفة، فمجانين السلطة لم تعد تهمهم صلة الرحم وأواصر القربى ووحدة الدين واللغة والمصير الواحد، بقدر إيمانهم المطلق بالسلطة، لأنها معبودهم الوحيد. إن المشهد السياسي اليوم أكثر ميلاً إلى الإيمان والحكمة؛ لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما وصف أهل اليمن بالإيمان والحكمة لم ينطق عن الهوى، ولذلك فإن المؤشرات تقود المشهد السياسي اليمني اليوم نحو الاعتصام بحبل الله ومنع الانحراف عن منهج الإسلام عقيدة وشريعة، الذي حفظ للإنسان كرامته وآدميته، ومهما كان من فعل يحرم فإن الإيمان والحكمة يقودان اليمن صوب الخلاص من آثار الفوضى وبناء يمن جديد قوي الإيمان وعظيم الحكمة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك