أظهر البعض من القوى السياسية فشلاً ذريعاً في الفعل السياسي الذي يعتمد على الجدية والموضوعية والوطنية، ولم يكن ذلك البعض من القوى السياسية بمنأى عن المساءلة الدستورية والقانونية في ذلك الفعل الذي ألحق ضرراً بالغاً بالأمن والاستقرار، وحاول النيل من الوحدة الوطنية، ولعل الفشل السياسي هو السبب الذي جعل ذلك البعض مكبلا وغير قادر على التمييز بين ماهو وطني وماهو غير ذلك، وتساوت عند ذلك البعض الأهداف والمبادئ والأخلاق والقيم الإنسانية مع وسائل العنف والإرهاب والتخريب والتدمير وكل قيم الشر والعدوان، ولم يعد قادراً على التمييز بسبب المراهنة على الدمج الذي اعتمده ذلك البعض بين ماهو وطني وينبع من داخل التراب الوطني والارتهان للخارج، ونتيجة لذلك الارتهان حدث الفشل الذريع، فلم تعد القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية تؤثر في سلوكيات ذلك البعض، وأصبح همه المطلق هو إرضاء العدو الخارجي الذي يستجدي منه العزة والرفعة الشيطانية. نعم ذلك ما لمسه الشارع اليمني من بعض القوى السياسية أو بعض عناصر في اللقاء المشترك الذين أظهروا تصرفات الارتهان والخذلان وتجردوا من كل قيم الولاء لله ثم للوطن والثورة والوحدة، وظهروا في صور لا تقل بشاعة عن أولئك الذين يرتكبون المحرمات ، وقالوا كلاماً في حق الوطن وحق أنفسهم لم يقله الفارون والساعون في سوق النخاسة لبيع ضمائرهم من أجل المكاسب المالية، وكان البعض من جماهير الشعب يعتقدون بأن أولئك النفر من الأطهار لا يمكن أن يقوموا بذلك الفعل خصوصاً أن الوطن أحسن إليهم وقدم لهم الخير الوفير ولم يتنازل عنهم بأي حال من الأحوال. إن السقوط الأخلاقي لم يعد يمثل لهؤلاء شيئاً لأن ذلك البعض بات يقدس الإيمان بأن الغاية تبرر الوسيلة وسعى لها والبعض منهم لجأ إلى الدين لإيجاد المبررات لتلك الأقوال والأفعال التي خانت القيم الوطنية والدينية والإنسانية وعمدت إلى فعلها المنبوذ من الإرادة الشعبية المستمدة من الله سبحانه وتعالى، ولم يعد همها الدين والوطن بقدر اهتمامها بالوسائل الشيطانية التي توصلها إلى السلطة، وألغت كل الحدود والقيم. فالحذر الحذر من هذا البعض الذي يشيع الفجور في الناس والفساد في الأرض والذي نتمنى أن يعودوا إلى الله سبحانه وتعالى.