تظل الأمة العربية صغيرة في نظر العدو مادامت تتآمر على بعضها البعض ويظل العدو يعبث بالمقدرات والمقدسات ولا يعير العرب اهتماماُ لأنهم غثاء كغثاء السيل ليس من قدرة غير مواجهة بعضهم البعض وبهذه الحالة الهلامية تمكن العدو من اختراق الصفوف وتمزيق الأواصر وتغيير قيم الأخوة والنخوة والوفاء وزرع الغدر والخيانة والتنكر للوطن. إن استهداف اليمن بالقتل والغدر عمل همجي بالغ الخطورة وقد نتج هذا الخطر نتيجة لضعف الولاء المتعمد الذي حذرنا منه كثيراً لأن أعداء الأمة العربية والإسلامية يخططون لتدميرها من الداخل وأول عمل يحقق أهدافهم العدوانية دون كلفة تذكر أضعف مبدأ الولاء الوطني وقد وجدوا أخطر وسيلة لتنفيذ ذلك اختراق عقول الشباب باسم الدين وجعلوا وسائلهم لتحقيق أغراضهم العدوانية ضرب العرب بالعرب والدين بالدين وهاهم اليوم يحققون أغراضهم العدوانية بضرب اليمن باليمنيين من خلال الإرهاب الذي نشأ مرتكبوه على الأفكار المنحرفة عن جوهر الإسلام عقيدة. إن جريمة جامع النهدين العام الماضي وجريمة ميدان السبعين هذا العام من أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية لأنها استهداف لقتل اليمنيين بالجملة ظناً من المخططين للقتل والإرهاب ان تنفيذ تلك الجرائم سيفت في عضد اليمنيين ويرعبهم ويمنعهم من التمسك بالإسلام عقيدة وشريعة ويضعف الولاء الوطني وهذا لن يتحقق في اليمن على الإطلاق مهما كان حجم الإجرام والإرهاب لأن اليمن مصدر الإشعاع الرباني الذي يخدم الإنسانية وينشد العدل والخير والتسامح، لأن نفس الرحمن يأتي من قبل اليمن في كل الشدائد ولذلك فإن تلك الاحداث الإجرامية والإرهابية ستزيد اليمن واليمنيين قوة وصلابة واعتصاماً بحبل الله الواحد القهار ويرد الله كيد الحاقدين في نحورهم. إن احداث التاريخ السياسي القديم والمعاصر قد برهنت للعالم بأن اليمن تزداد قوة وصلابة وقت الشدائد ويزداد اليمنيون تلاحماً وتماسكاً وهذه إرادة الخالق جل شأنه ولذلك نقول للذين غرر بهم بأن الإجرام والإرهاب لن يقودكم إلا إلى جهنم الحمراء لأنكم تقتلون اخوانكم وتخونون دينكم ووطنكم وان من زين لكم ذلك القول مسيطر عليه من قوى الشيطان وينفذ العدوان على اليمن فاحذروا من خيانة الدين والوطن وعودوا إلى جوهر الإسلام عقيدة وشريعة وستجدون أن كل أفعالكم محرمة شرعاً فهل آن الاوان لمعرفة الحقيقة ؟ نأمل ذلك بإذن الله.