كنت قد أشرت إلى حقد الفاشلين في مواضيع سابقة, والواقع أن أصحاب الأفكار الظلامية والجاهلية الذين يجعلون من الدين وسيلة لتحقيق غاياتهم الشيطانية يجدون في الفاشلين والناقمين ومرضى النفوس فرصتهم؛ فيعملون على استقطابهم إليهم وتقديم الإغراءات التي تجعلهم يؤلهونهم، ولا يؤمنون بغير ما يقول هؤلاء المستغلون لهم, وبعد ذلك يسيّرونهم وفق إرادتهم وهواهم الشيطاني الذي تجرّد من الإيمان بالله وتنكر للقيم والمثل الإنسانية، فيستخدمونهم في إيذاء خلق الله، وينفذون أعمالاً لا يرضى بها بشر ولا تقبل بها أخلاق. إن الحقد والكراهية والتربية على الفكر المنغلق والمتحجر طريق للإجرام والإرهاب؛ لأن من يقع في هذا الشرك الخطير لا يفلح في حياته ويظل عبداً وآلة لمن عمق فيه الحقد والكراهية للآخرين وغرس في رأسه أفكار الظلام والجهل وأخرجه من نور الإسلام وسعته إلى إنكار الجاهلية وضيق الحياة وأعمى بصره وبصيرته ومسخ حياته وحوّله إلى وحش في صورة إنسان لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ولا أخلاقاً أو قيماً, ولا يؤمن بوطن يردد ما يُملى عليه ممن أوقعه في شرك الإجرام والإرهاب ويعمل ما يؤمر منهم فقط. لقد حذرنا كثيراً من هذا الاتجاه الخطير الذي يقود أصحاب الحاجة والفاشلين في حياتهم الخاصة وأصحاب الأحقاد والراغبين في الانتقام إلى الجحيم, وقلنا: إن ذلك الاتجاه لا يعرف ديناً ولا وطناً ولا يؤمن بالأخلاق والمُثل الإنسانية، وينبغي الحذر منهم وتوعية الناس بعواقب هذا الاتجاه الخطير. إن الأزمة السياسية قد بينت للمجتمع اليمني المؤمن بالله رب العالمين وبجوهر عقيدته الإسلامية السمحاء أن أصحاب الأفكار الظلامية, قد عملوا على غسل أدمغة البعض، وجعلهم كبش فداء ودفعوهم إلى الجحيم من مكان بعيد من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية والنفعية ليس أكثر، وأدرك المجتمع اليمني أن المغرر بهم قد وقعوا في شباك تجار الحروب الذين يضحون بالوطن والدين في سبيل مصالحهم فقط. إن المشهد الحالي بما فيه من المآسي يحتم على المجتمع ومؤسساته القيام بواجب التوعية وقول الحقيقة ومنع تفشي الأفكار المنحرفة التي تستخدمها قوى الإرهاب والتطرف وأصحاب الأوهام المنحرفون فكرياً لخدمة أعداء الأمة, وعلى الجميع الحذر وحماية المجتمع من ذلك الاتجاه الخطير بإذن الله.