تمعن النفوس المريضة على الأذى، وعدم الالتزام بأمر الله، ذلك لأن أصحاب تلك النفوس لم يكن ارتباطهم بالله من أجل إنفاذ أوامره ونواهيه بحيث يكون ذلك هو الغاية الأساسية لوجود الإنسان، فقد حوّروا وبدلوا وجعلوا الغاية من وجودهم في الأرض هو أذية خلق الله ومحاربة الحياة الآمنة الكريمة، وفرض الإرهاب والفجور ومحاربة النعمة التي تأتي في مقدمتها نعمة الإيمان. إن إمعان أصحاب النفوس المريضة في محاربة نعمة الأمن والإيمان دليل على ضعف الإيمان لديهم بالله العظيم، وانحراف سلوكياتهم وتحول غاياتهم إلى غايات دنيوية خالصة، لايعرفون من خلالها غير مصالحهم المادية الضيقة، ويحقدون على كل ماهو مرتبط بالله بأنعمه الواسعة، ويسعون في الأرض فساداً من أجل غاية شيطانية لاتحقق الرضا والقبول من الله سبحانه وتعالى والقبول من الناس. إن هذا الإصرار على التخريب والتدمير ورفض الاعتصام بحبل الله من أجل حقن الدماء والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن، يدل دلالة قاطعة على أن التربية التي اعتمدت على الفكر المنغلق الذي يغرس الأحقاد والكراهية عمل عدواني يدمر الأمة، ويقضي على الدين، ويزعزع أركان النظام الاجتماعي ويمزق وحدة النسيج الاجتماعي ويجعل الأمة أشتاتاً. إننا اليوم أمام مظاهر عدوانية انخرط فيها أصحاب السلوكيات الفاجرة والفاسدة مع أصحاب الأفكار الظلامية، وبدأ الفاجر والفاسد يمارسان أفعالاً إجرامية وعدوانية على الناس بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان ويستظل الفاجرون والخارجون على الدستور والقانون تحت مظلة واحدة مع أصحاب الأفكار الظلامية والجاهلية ليعيث الجميع في الأرض فساداً وكل له غايته الخاصة. إن المجتمع وهو أمام هذه الظواهر الخطرة بحاجة ماسة إلى الاعتصام بحبل الله سبحانه وتعالى من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته وشرعيته الدستورية، ولايجوز السكوت على الفجور والعدوان، وينبغي على العقلاء أن يتحملوا مسئولياتهم بأمانة وإخلاص من أجل خلاص الأمة من هذه الظواهر الخطرة حفاظاً على سلامة الوطن بإذن الله.