يبدو من خلال الإصرار على العناد والقمر أن أصحاب الأفكار الظلامية والجاهلية والهمجية قد وجدوا لأفكارهم الغوغائية والعدوانية بيئة حاضنة وأن تجار الحروب وأصحاب الطموحات غير المشروعة وصنّاع الأزمات يتلقون تلك الأفكار الهمجية ويرون فيها وسيلتهم لتحقيق غاياتهم الشيطانية ولذلك نجد أن تلك القوى الظلامية كلّما اتجه المواطن نحو الحوار والوئام والسلام والتعايش كلما أشعلت نيران الحقد والكراهية بأفعالها الإجرامية والإرهابية بهدف الانتقام من الشعب. إن صبر الشعب على جور الحاقدين عليه والناقمين ينطلق من الإيمان المطلق بالله العظيم الذي أمر بالاعتصام بحبله والصبر على البلاء والشعب اليمني قد وصفهم الله سبحانه وتعالى بأولي العزم والقوة والصبر والحكمة وخاطبهم بيا أولي الألباب أي العقول المستنيرة بنور الله رب العالمين ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى متكفل بحراسة اليمن وأهلها من شر الأشرار وكيد الفجار. إن صبر اليمن وإيمان أهلها قوة إلهية ولذلك يحاول أعداء الدين والوطن النيل من القوة الإيمانية من خلال الدخول من باب التمسح بالدين وزرع الأفكار التي تضرب الإسلام بالإسلام وقد خيب الله آمالهم في تدمير الدين في أرض الكرامة لأن أهل اليمن أهل الإسلام الذين كانوا بذرته الأولى ولا يمكن أن ينخدع اليمنيون بالشعارات التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، لأن إيمانهم بالله أقوى من المخادعات وأعظم من الكيد وأصلب من الغدر، ومن اجل ذلك صمد الشعب في حمايته لشرعيته الدستورية لأنه أدرك بأن القوى العدوانية قد أساءت إلى كل شيء في الحياة وحاولت أن تمنع الشعب من حقه في امتلاك السلطة. إن الإصرار على الكيد والمكر والغدر وعدم الالتزام بالثوابت الشرعية والدستورية يبرهن على أن قوى الحقد والانتقام قد تجردت من القيم والمبادئ الأخلاقية ولذلك ينبغي التركيز على القوى التي مازلنا نرى أنها خيرة لأنها تؤمن بالمشاركة من أجل إنجاح الحوار وتفويت الفرصة على الحاقدين والناقمين الذين استعانوا بالشيطان من أجل غاياتهم العدوانية وقد برهنت الأحداث أن الشعب لن يقبل بالانقلاب على الشرعية الدستورية وأنه سيحافظ على التجربة الديمقراطية بإذن الله.