الحقد والكراهية والوهم والهوس هو ما نشاهده ونسمعه ونقرأه في وسائل الإعلام التي لم تعِ حتى الآن أننا في مرحلة الوفاق الوطني, وأننا قادمون على الحوار الوطني, وأن العد التنازلي الذي وضعت له بعض تلك الوسائل لافتة قد اقترب, ومع ذلك نجد الإعلام يشحن الأجواء ويتجاوز حدود المعقول ويظهر الرغبة الحاقدة على اليمن واليمنيين, في محاولة علنية واضحة لمنع التفرد والحكمة اليمانية من التخلص من الأزمة السياسية وآثارها الكارثية. إن البعض ممن امتلأت قلوبهم وعقولهم بالحقد على الوطن يريدون من خلال ذلك الشحن الإعلامي المقيت تدمير ما تبقى من الوطن، ويصرون على فناء الشعب, وكلما حدث خارج الوطن من جنون الفوضى كلما دفع الحاقدون صوب تقليده, وهم يدركون أن كل ذلك لا يخدم إلا الكيان الصهيوني العنصري، السرطان الذي زرع في جسد الأمة. إن الخطر الذي يهدد اليمن هو الاستمرار في التغرير وعدم الإيمان بالحوار الوطني والتسوية السياسية السلمية, وإصرار البعض على التقليد الأعمى الذي خلق الخراب والدمار للوطن العربي, بل ويشعر بالضيق من تعقُل أبناء اليمن, وعدم انجرارهم إلى مهاوى الردى التي تدفع نحوه تلك العناصر الحاقدة على الدين والوطن والإنسانية, بل إن الفعل الفوضوي والهمجي أصبح هو دين تلك العناصر, ولذلك تستخدم كل وسيلة شيطانية لدفع العامة إليه إرضاء للصهيونية؛ لأنهم يدركون أن تلك الادعاءات الفوضوية لا تحقق لليمن الخير على الإطلاق، وإنما تخدم العدو الذي يتربص باليمن وأهله. إن الدفع إلى أعلى المستويات باتجاه استخدام المصطلحات الفوضوية ومحاولة الشرعنة لها أمر بالغ الخطورة, ومن أجل ذلك على العقلاء والنبلاء من أبناء اليمن الكبير أن يتنبهوا لذلك العبث الفوضوي ويمنعوا الانجرار خلف المصطلحات دون معرفة آثارها السلبية المدمرة. وليتق الله الجميع في يمن الإيمان والحكمة، وليدرك الجميع أن الحوار الوطني هو بوابة الانطلاق نحو آفاق المستقبل، وهو الطريق الذي يحقق كسب ثقة الشعب, وماعدا ذلك من المحاولات العدوانية على الإرادة الشعبية التي حافظت على الشرعية الدستورية فلن يحقق لمخططيه سوى الخزي والعار؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحماية اليمن من كيد الكائدين وهوس الطامعين, ومن يرد الخير للوطن فليكف عن الأذى والله المستعان. رابط المقال على الفيس بوك