من المعيب جداً أن يتحوّل الإعلام وخصوصاً المرئي منه إلى أداة من أدوات الفُرقة والشتات، والأكثر عيباً هو التباهي بذلك الفعل الذي يؤثّر على الوحدة الوطنية, ولا يتفق مع القيم والمبادئ ومكارم الأخلاق, ولا يعبّر عن أصالة أواصر القُربى وروابط الدين والدم والإنسانية, ويتجاوز العهود والمواثيق وفي المقدّمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية؛ ولا يحترم الوفاق الوطني، ولا يقدّر الحوار الوطني الشامل, ولا يضع قدراً للوطن الذي يتسع للجميع، ولم يدرك أن الإثارة ضد الوحدة الوطنية وتحدّي إرادة السواد الأعظم من الشعب عقوق للوطن وعدم احترام للثوابت. لقد حذّرنا كثيراً من استخدام المصطلحات الغوغائية والعدوانية المثيرة للحقد والكراهية والمؤجّجة للفتنة, ولكن للأسف مازال الإعلام الرسمي وخصوصاً المرئي الذي هو ملك الشعب كله بوابة للإثارة والفتنة وأداة من أدوات العدوان على الإرادة الكلية للشعب، ويتحدّى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ولا يعترف بالوفاق الوطني ولا يقدّر أن الوطن في حوار شامل يسعى اليمنيون الأحرار من خلال ذلك الحوار إلى ترميم جدار الوحدة الوطنية وتجميع عناصر القوة القومية للجمهورية اليمنية من أجل لملمة الصفوف وتوحيدها لتأمين مستقبل الأجيال. إن المحزن جداً أن البعض من القائمين على وسائل الإعلام وخصوصاً المرئي منه لا يفكرون في الوطن بقدر ما يفكّرون في المباهاة وتأجيج رغبة الانتقام وتكريس الوهم الفوضوي, ولعلهم يدركون أن ذلك الأسلوب الاستفزازي الانتهازي لا يمكن أن يحقّق الرضا أو القبول على أقل تقدير إلا لدى القلّة القليلة التي تحقّقت لها الهيمنة والسيطرة بفعل الفوضى التدميرية. ولم يدرك ذلك البعض أن هذه القلّة القليلة التي ينالها الرضا المطلق عن ذلك الأداء الاستفزازي لا يهمها الوطن, ولا يهمها الوحدة الوطنية, ولا يهمها مستقبل أجيال اليمن, بل تريد الفوضى الدائمة؛ لأنها البيئة الخصبة لتنامي مصالحها الذاتية، أما في الدولة القادرة والمقتدرة فإن مصالحها ستتأثر وتتغلّب المصالح العليا للبلاد. ولذلك نقول للذين يمارسون هذا المنكر: إن البلاد في خطر من تلك الممارسات العدوانية، وعليكم أن تدركوا أن حب الوطن من الإيمان وليس من المصالح الذاتية, وأن يقف الجميع من أجل حماية الوحدة الوطنية من التصدُّع بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك