يبدو أن البعض لايدرك بأن الانحياز المطلق إلى الوفاق الوطني واجب ديني ووطني وإنساني بقدر إيمانه المطلق بذاته ومصالحه الخاصة وشهرته وأوهامه التي تحولت إلى عدوان على الآخرين، وبدلاً من أن يحمل أدوات البناء وإعادة الإعمار نجده يعشق الهدم ويحمل معول التدمير والتخريب إرضاءً لنفسه وتنفيذاً لمخطط الغير لتدمير الوطن، وإشباعاً لحالة الغرور والوهم التي يعيش ذلك البعض الذي حقد على الوطن أهله . إن أحداث الأزمة السياسية التي عاشها اليمنيون منذ العام الماضي وحتى اليوم، قد أعاقت حياة الناس ودمرت المقدرات ، وكانت المبادرة الخليجية الوسيلة الوحيدة والمناسبة للخلاص مما نحن فيه، ولذلك عقب التوقيع على المبادرة من قبل عقلاء اليمن وحكمائها نقلتنا من ذلك الوضع المأساوي الدموي المرعب إلى شرعية الحوار الإنساني الذي طرح من قبل الرئيس السابق لليمن علي عبدالله صالح منذ وقت مبكر، ولم يتم الاستفادة والعالم قد أدرك هذه الحقيقة ووجدوا فيها الأرضية الصلبة للانطلاق نحو المستقبل ، وانطلق الأشقاء في مبادرتهم من تلك الأرضية اليمنية السلمية وجاء القرار ألأممي 2014م مؤيداً لتلك الأرضية ، ومن هنا تحقق الرضا والقبول الشعبي الذي توج بانتخاب المشير عبدربه منصور هادي رئيساً جديداً لليمن . إن المبادرة الخليجية والقرار الأممي قد نقلا اليمن من الوضع المأزوم الذي عاشه اليمنيون طوال عام كامل إلى شرعية جديدة هي شرعية الحوار الوطني والعربي والإنساني الأمر الذي ينبغي أن تزول معه كافة المظاهر المستفزة للحياة وأن تعود الحياة إلى حالتها الطبيعية التي عاشها اليمنيون قبل يناير 2011م وينتهي خطاب التأزيم الثوري الذي لم نجن منه غير العذاب لشعبنا ، ورغم ما أنجز من المبادرة وآليتها التنفيذية من انتخاب لرئيس جمهورية جديد وتشكيل حكومة الوفاق الوطني ، إلا أن الأعمال العدوانية والإجرامية والخطاب الحاقد على الدين والوطن والإنسان والفكر الثوري القائم على التعبئة العدوانية والهمجية مازال حتى اليوم . إن من يريد أن يبني وطناً آمناً ومستقراً وموحداً ومزدهراً دولة مدنية حديثة لايمكن أن يكون بتلك الصفات الحاقدة على الدين والوطن والإنسانية ،لأنه لن يجني من ذلك الأسلوب الحاقد إلا الوبال والخسران والحسرة والندامة أما الرضا والقبول الشعبي فلا يمكن الوصول إليه إلا بالعقلانية والهدوء وحسن الأخلاق والتعامل الحضاري والإنساني الذي يخلق الشرعية ويؤسس لحياة أفضل فهل يدرك عقلاء المشترك هذا الاتجاه ويعملوا على منع الحاقدين على الوطن من تلك الممارسات العدوانية التي لا تورث إلا العصبية العمياء ؟ تأمل ذلك بإذن الله .