إن الالتزام بالتنفيذ الكامل للآلية المزمنة للمبادرة الخليجية بات أمراً لازماً شرعاً وقانوناً وعرفاً, ولايجوز التملص أو التهرب أو إنكار الالتزامات أو محاولة اختلاق الأعذار الواهية على الأخلاق, ولذلك فإن الالتزام بإزالة التوترات الأمنية والمظاهر المسلحة وإخلاء عواصم المحافظات من المسلحين وإنهاء حالة التمترس في الشوارع العامة والفرعية من أبرز مهام حكومة الوفاق الوطني, ولايجوز السكوت على أي طرف مهما كان لايلتزم بتوجيهات القيادة السياسية الجديدة ولايجوز التملص من هذه المهام تحت أعذار واهية, لأن ذلك يسبب استفزازا للإرادة الكلية للشعب. إن على الذين ينظرون للوهم والهوى الشيطاني الذي تعودوا عليه طيلة عام كامل من الفوضى أن يدركوا بأن الجميع في مرحلة جديدة وتحت مظلة الوفاق الوطني, وعليهم أن يكفوا عن تغذية عقول البعض بالمصطلحات الفوضوية المستفزة للآخرين والخارجة عن مفهوم الوفاق الوطني, وأن يكون الانحياز إلى الوفاق الوطني من أجل استكمال مهامه لإنهاء حالة التمترس خلف أفكار الانتقام والحقد والكراهية. إن العمل من أجل الحوار الوطني الشامل يحتاج إلى روح وطنية تؤمن بالوئام والسلام الاجتماعي وأجواء آمنة ومستقرة وخطاب سياسي وإعلامي ديني ينبذ الأفكار المتطرفة والأحقاد والكراهية التي حاول البعض ترسيخها خلال الأزمة السياسية, خطاب ينطلق من روح الإسلام عقيدة وشريعة خال من الألفاظ العدوانية المستفزة لمشاعر الإنسان والمثيرة للبغضاء والشحناء والتعالي والتكبر والتبجح والادعاءات الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان. إن على القيادات الوطنية في الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية أن تدرك بأن الاستمرار في المهاترات الإعلامية وعبر المساجد والمنابر المختلفة أمر بالغ الخطورة ولايتفق مع مفهوم الوفاق الوطني على الإطلاق, وينبغي الكف نهائياً عن ذلك الأسلوب المهين والمشين الذي سبب استفزاز الوطن والتقليل من كرامة الإنسان اليمني والاستهانة بآدمية أبناء اليمن الذي حقر كل شيء في حياة أهل الإيمان والحكمة الذين ضاقوا ذرعاً باستخدام المصطلحات الشيطانية والعدوانية التي تستخدمها بعض الأطراف بشكل سافر وتحد خطير لمفهوم الوفاق الوطني, فهل يدرك العقلاء خطورة ذلك.. نأمل بإذن الله؟.