البعض مازال يعاني من آثار التعبئة الحزبية والفكرية المغلوطة ولم يدرك بعد أن مصلحة الوطن فوق المصالح الذاتية والفئوية والحزبية، ولأن الفكر المنحرف لايقود إلى الخير العام ولا يدعو إلى الوفاء ولايرسي تقاليد ترسخ قيم الوحدة الوطنية والمفهوم العملي للمشاركة والتداول السلمي للسلطة فإن عقله مشحون بالأوهام والأحقاد والضغائن، ومازال مصراً على عدم التعايش مع الآخر، ولايقبل الاعتراف به وبحقه في الحياة، ولذلك فإن الواجب على العقلاء أن يعملوا على إخراج ذلك البعض من الحالة التي هو فيها، لكي يعود الجميع إلى مرحلة البناء والتعمير والتشييد الذي ينتظره المواطن ليرى إضافة جديدة نوعية تحقق آمال وتطلعات المواطن. إن الاستمرار في استخدام المصطلحات التي لاتتفق مع مفهوم الوفاق الوطني ولاتحترم الثوابت الدينية والوطنية والإنسانية، والإصرار على استفزاز الآخر وتحدي إرادة الوفاق وادعاء البطولات الوهمية مؤشر خطير يحتاج إلى وقفة جادة من عقلاء الحياة السياسية، بحيث لايتركوا أصحاب الأهواء والأطماع وصناع الفتن وتجار الحروب يعيثون في الأرض فساداً بإشعال نار الفتنة وتأزيم الحياة واحتقار الآخر والإساءة إلى الإنجازات الوطنية الكبرى التي تحققت بجهود النبلاء من أبناء الوطن. إن صوت الشر صوت مستفز ومحقر وحاقد لايعمل إلا على الإثارة وزرع الفتن وإشعال نيرانها، ولذلك تقول: كفى هوساً وعلى الجميع الاتجاه نحو المستقبل من أجل إضافة لبنة جديدة في حياة الشعب بدلاً من المهاترات الكلامية ومحاولة استعداء الشعب والقفز على قيمه وأخلاقه وتجاوز ثوابته، وينبغي أن يدرك المستفزون بشعاراتهم الوهمية أننا اليوم في ظل وفاق وطني وشراكة كاملة في الحياة السياسية، وأي ادعاء لامكان له في ظل الوفاق الوطني. إن المرحلة المقبلة تحتاج إلى عقول مستنيرة تدرك المعاني والدلالات التي أفرزتها الانتخابات الرئاسية المبكرة وتحترم إرادة الشعب التي أصرت على حماية التجربة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، ولايجوز السماح لمن يحاول تعكير صفاء الوفاق الوطني مهما كان لأن الجميع اليوم أمام مسئوليات وطنية بالغة الأهمية تحتاج إلى روح الفريق الواحد والشعور بحجم المسئولية الوطنية والعمل على توحيد الصف من أجل بناء المستقبل بإذن الله.