إن التمهيد للحوار الوطني لايحتاج إلى الاستفزاز والإثارة, بل يحتاج إلى السلوك الوطني العاقل الذي يدلل على الحرص والوفاء للوطن ويحتاج إلى الخطاب المتصف بالهدوء والعقلانية والحكمة من أجل القدرة على استيعاب الكل وإقبالهم إلى الحوار بروح وطنية مسئولة كل يضع قضيته على طاولة الحوار ليتم مناقشتها بأمانة ومسئولية مطلقة خدمة للدين والوطن. إن المتابع للمظاهر والمشاهد اليومية يجد أن حالة الكبر والعناد وتجاوز مفهوم الوفاق الوطني باتت تصرفات خطيرة, ولم يدرك أولئك أن تلك المشاهد والمظاهر إنما تعمل على إذكاء نار الفتنة وإشعال لهيبها, الأمر الذي يتطلب من العقلاء الوقوف أمام الأقوال والأفعال التي تتجاوز مفهوم الوفاق الوطني وتتعدى حدود المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة بمسئولية عالية من أجل الإعداد والتهيئة للحوار الوطني الذي ينبغي أن يتم في أجواء آمنة ومستقرة تتحقق فيها روح الوئام من أجل الوصول إلى كلمة سواء. إن التصرفات المخلة بالالتزامات والعهود والمواثيق ينبغي أن تنتهي طالما نحن في ظل الوفاق الذي صنعه اليمنيون كافة, والذي حظي باحترام إقليمي ودولي كبير, ولكي نحافظ على ذلك الاحترام لابد من الوفاء بالالتزامات والبعد عن الخطاب المثير للفتنة والشعارات الغوغائية, وأن يسود الصدق والوفاء والالتزام مكان تلك الأفعال التي أرقت حياة اليمنيين وأثارت الحساسيات والتفرقة واستهانت بصبر الشعب, وسعت إلى تقليد الآخرين متجاهلة العهود والمواثيق والالتزامات التي التزمها الشعب صاحب الشرعية الدستورية. يرى الكثيرون من المحللين السياسيين أن الممارسات غير السوية التي تظهر بعض القوى السياسية قد تجاوزت مفهوم الشراكة ومفهوم الوفاق الوطني, وينبغي على الذين مازالوا يمارسون الكيد ضد الشعب أن يحترموا الإرادة الكلية للشعب التي التزمت الدستور والقانون وحافظت على الشرعية الدستورية وقدمت التنازلات من أجل سلامة الوطن وأمنه واستقراره ووحدته, وعلى الذين يمارسون الإخلال بالعهود والمواثيق أن يدركوا بأن الشعب يرقب كل الأقوال والأفعال, وأن يتجه الجميع من أجل التهيئة للحوار الوطني الذي يحقق الرضا والقبول الشعبي بإذن الله.