الالتزام بآداب الحوار وتجسيد مبادئه قولاً وعملاً صار اليوم فرض عين على الكافة بشكل عام وعلى المتحاورين بشكل خاص، وقد برهنت الأيام المنصرمة من عمر الحوار الوطني على مدى ذلك الالتزام المقيّد بمكارم الأخلاق لدى الكثير من القوى الوطنية التي جعلت من مصلحة اليمن أولاً وأخيراً همّها الأوحد وتحملت الإثارة والزوابع من الذين لا يجيدون سوى إثارة الفتنة ولا يمتلكون رؤية وطنية سوية تخدم الصالح العام ولم يفلحوا إلا في الإساءة والتجريح وانكار الحقائق وتزويرها وتلفيق التُهم والاصرار على الباطل وعدم الالتزام بآداب الحوار ومبادئه. إن المرحلة المنصرمة من عمر الحوار الوطني الشامل قد قدمت صورة جلية عن كل القوى الوطنية وعزّزت تلك الصورة بالحقائق الواقعية والموضوعية وأدرك المواطن والمراقب الخارجي على حد سواء حجم كل القوى وتأثيرها ومصداقيتها وجعلت من السهولة بمكان التعرف على القوى الوطنية الجادة والمخلصة التي نذرت نفسها من أجل سلامة اليمن وابنائها والقوى التي لم تلتزم بالعهود والمواثيق وأصرت على الإثارة والفجور وعدم الالتزام بآداب الحوار ومبادئه وباتت صورة المشهد مدرسة يتعلم منها أولئك الذين مازالت على عيونهم غشاوة ومازالت آثار الكذب والزور والبهتان والتعدي على المبادئ ومكارك الأخلاق جاثمة على صدورهم بفعل التعبئة العدوانية التي مورست خلال الفترة القليلة الماضية من الأزمة السياسية وهذه المدرسة الوطنية بحاجة إلى اسناد القوى الوطنية الخيرة التي أثبتت فترة الحوار الوطني انها قوة الشعب وإرادته الحقيقية التي جعلت اليمن بكل مكوناته الجغرافية والبشرية عنوان الشرفاء والنبلاء. إن على الذين مازالوا يمارسون الإساءة والتجريح ان يدركوا انهم انما يؤلمون الوطن وينكئون جراحاته ويسيئون إلى التاريخ والدين والإنسانية ويتحدّون مكارم الأخلاق ويزيفون الوهم وهذا العمل لا صلة له بوطن الايمان والحكمة وأهله الأرقّ افئدة والألين قلوباً وبذرة الإسلام الأولى وجسد الأمة العربية التواقة إلى التوحد والانتصار لإرادة الروح والجسد والإسلام والعروبة ولا يمثلون بتلك الإساءات العدوانية إلا انفسهم المجبولة على السوء والمنكر. إن وضوح الرؤيا وبيان المشهد وجلاءه لم يعد قابلاً للمغالطات أو التزوير وأيّ فعل لإنكار الحقيقة لن يصب إلا في خانة التنكر لقدسية التراب الوطني ولذلك ينبغي الوقوف أمام تلك الممارسات التي تجاوزت الأدب وتعدّت على مكارم الأخلاق من أجل ان تصب الجهود الوطنية والإنسانية في خدمة الدين والوطن والإنسانية بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك