لم يدرك البعض خطورة الغرور والكبر إلا عندما وقع الفأس في الرأس، ورغم هذا الإدراك المتأخر الذي كلف الشعب الكثير وأفقد من ساروا على نهج الغرور والتعالي إلا أن البعض من الناس لم يدرك الحقيقة بعد، ومازالت حالة الضياع تسيطر عليه، نظراً لحالة التعبئة الحزبية الفاجرة التي خلقت ولاء يتعارض مع الولاء لله ثم للوطن؛ لأن القائم على تلك التعبئة العدوانية قلب الموازين فجعل الوسيلة غاية ودفع باتجاه عدم قبول الآخر والتخلص منه بأية طريقة وأي ثمن. إن المضي في مسار النفق المظلم الذي جعل من الحزبية غاية دليل على العناد وعدم الاكتراث بحياة الناس، الأمر الذي ينبغي معه تكاتف الجهود الدينية والوطنية والإنسانية للقيام بدور التوعية والتنوير لمن لا يدركون الحقيقة أو انجروا خلف الغرور والكبر ومضوا في طريق الفجور والعدوان على حياة الناس ولم يحترموا ديناً ولا دستوراً أو قانوناً، ولم يعد للأعراف الإنسانية التي جاء ديننا الإسلامي الحنيف متمماً لمكارمها مكانة في نفوس من جعلوا من الحزبية غاية واستخدموا كل الوسائل العدوانية في سبيل الوصول إلى غايتهم الخاصة لأن ذلك الواجب التنويري فرض عين على الكافة؛ لأن قول الحقيقة تمنع المضي في طريق الغرور والكبر والكيد الفاجر. إن اليمنيين اليوم في أمس الحاجة لمن يقول الحقيقة التي تعمل على إطفاء نار الفتنة ومنع الغرور والكبر وحقن الدماء وإرساء قواعد الأخلاق والمبادئ الدينية والإنسانية، ولعل المرحلة المقبلة أكثر تفاعلاً مع التوعية والتنوير المستنير الذي يقود إلى إزالة الأحقاد ويمحو آثار الكبر والغرور التي تسيطر على البعض، ويحقق التسامح والتصالح الذي ينشده السواد الأعظم من الشعب، ويكفي ما قد حدث من الدمار الشامل في الحياة، وينبغي أن نبدأ حياة التعمير وإعادة البناء لاستكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة وإعادة الأوضاع الحياتية إلى ما كانت عليه قبل يناير 2011م والمضي في تحقيق الأفضل والأمثل بإذن الله.