الإعداد للآخرة يحتاج إلى التقوى, والتقوى كما عرّفها العلماء: أن يراك الله حيث أمرك, ولا يراك حيث نهاك, فهل الأقوال والأفعال التي شهدتها الساحة اليمنية منذ بداية 2011م وحتى الآن تتفق مع مفهوم التقوى؟ وهل القوى السياسية التي سعت إلى السلطة تدرك مفهوم التقوى؟. الواقع يقول غير ذلك، ولا يجوز المكابرة والمكايدة وتزوير الحقائق على الإطلاق, وقد قلنا: إننا في الثلث الثاني من شهر رمضان المبارك ينبغي للكافة أن تعمل من أجل الفوز بالمغفرة إذا كانت قد فازت بالرحمة. إنا مانراه على أرض الواقع من الأقوال المأزومة والتعصب الأعمى لا يوحي بأن القوى المثيرة للفتنة قد استفادت مما مضى من الشهر الكريم؛ لأن حالة الكبر والعنجهية والغرور مازالت موجودة يلاحظها المواطن البسيط, كما أن المغالطات وعدم الاعتراف بالأخطاء ومحاولة لي عنق الحقيقة مازالت تسيطر على بعض الاتجاهات، الأمر الذي يجعلنا نكرر القول بأن اليمن أكبر وأعظم من كل ذلك, وأن الرضا والقبول لا يأتي بتلك الأساليب؛ لأن الناس يدركون الحقيقة. إن الالتزام بجوهر الإسلام عقيدة وشريعة هو الطريق الآمن, الذي يحقق الرضا والقبول, بحيث تجعل من السياسة خدمة لصالح الدين, وحتى ما سلكت تلك القوى هذا المنهج الرباني فإنه بالإمكان استعادة الثقة وتحقيق الخير العام والخاص, أما الإصرار على الكيد والكذب ومحاولة تبرير الأخطاء القاتلة فلن يتحقق ما يريده الشعب ويصبو إليه من الخير والسعادة والحرية والكرامة. إن الشهر الكريم مدرسة ربانية ينبغي على المسلم المؤمن أن ينهل منها ويستفيد من خيراتها ويدرك الرحمة والمغفرة، ويعد العُدة من أجل الفوز بالعتق من النار في الثلث الأخير من هذا الشهر العظيم, ولذلك فإن على العقلاء والحكماء في القوى السياسية أن تجعل من شهر رمضان نموذجاً للحياة الآمنة والمستقرة الذي تصفو فيه النفوس وتزول الأحقاد وتنتهي البغضاء ويسود التسامح والتصافح الذي يحقق الرضا والقبول للناس كافة بإذن الله.