عشر العتق من النار في العد التنازلي والمكابرون الذين يمارسون الخداع لم نر منهم بادرة خير يمكن أن تعزز الأمل بعودتهم إلى جادة الصواب من أجل الفوز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وهؤلاء الذين يصرون على الإثم والعدوان، لم يدركوا بعد أن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم، ولكنه شديد العقاب، ولم يدركوا أن التمادي في الغي دون نزول العقاب العاجل إنما يعني أن الله تعالى يمهل ولا يهمل، فهل يستفيد المكابرون والمخادعون والمغرورون بالحياة من فرص الإمهال ليدركوا الخير كله في العشر الأخيرة من شهر رمضان الكريم وفي الثلث الأخير من تلك العشر؟. إن العودة إلى الخالق شأنه من صفات المؤمنين النادمين الصادقين في ندمهم المقلعين عن المكر والخديعة الذين تتحول حياتهم من الفجور في القول والفعل إلى عدل وسماحة ومحبة وتآخٍ وتكافل وتناصر وتراحم، وهذه السلوكيات ستنعكس على المشهد السياسي المعقد الذي صنعت عقده الحزبية الجاهلية والهمجية والفوضى العارمة التي دمرت قيم المحبة والتسامح وزرعت الأحقاد والضغائن وباعدت بين الناس، وفرقت الأسرة وحولت حياة الناس الطبيعية إلى حياة الوحشية التي لا تعترف بقيم الوفاء والقرابة وصلة الرحم. إن الأمل مازال يتجدد في نفوس الخيرين الذين ينشدون التسامح والتصالح والتعاطف والتراحم والتكافل والتضامن بأن يتعظ الذين سلكوا طريق المكر والخديعة ويعودوا إلى جادة الخير والسلام، ويتحرر المشهد السياسي الملتهب من عقد الحقد والكراهية، ليدرك الناس أن الحزبية مجرد وسيلة لتحقيق غاية الخير والسلام والعدل، وأنها ليست غاية بحد ذاتها على الإطلاق. إن الأمل يتجدد في نفوس الخيرين في أن يأتي العيد وقد انزاحت الغمة وصفى الجو السياسي ليتبادل الناس التهاني ويتزاوروا ويتصافحوا وينسوا الأحقاد وتزول الكراهية من العقول والقلوب، لينطلق المشهد السياسي بعد إجازة عيد الفطر المبارك وقد نقت القوى السياسية بأفعال التسامح والتصافح قلوب وعقول الناس، وأصبحت القلوب ناصعة البياض ليلج الجميع باب الحوار بروح المسؤولية وقوة الإيمان بالأخوة وحب الوطن بإذن الله، وكل عام والجميع بخير.