لقد أدرك الشارع اليمني أن أعمال التخريب والتدمير لايمكن أن تكون وسيلة لكسب الرضا والقبول الجماهيري بل وسيلة سالبة تؤثر في نفوس الناس وتجعلهم أكثر كرهاً ورفضاً لمن يقوم بهذه الأعمال التي لايقرها دين ولاعرف ولا دستور ويعدها المواطن خروجاً عن الثوابت الوطنية وتحدياً صارخاً للدستور والقانون , وتحدياً سافراً للإرادة الكلية للشعب.. إن الوسيلة الوحيدة لكسب الرضا والقبول الجماهيري هي الممارسة الديمقراطية في إطار الدستور والقانون وعدم تغذية الصراعات السياسية والسعي بجدية من أجل إنهاء الخلافات وتقريب وجهات النظر وإزالة عوامل الاحتقان ونوازع الحقد والكراهية وعدم التعصب أو محاولة صب الزيت على النار لإشعال نار الفتنة لأن هذه الأعمال الإجرامية ليست من صفات المسلمين الاتقياء الذين التزموا بجوهر الإسلام عقيدة وشريعة الذي يدعون إلى التآخي والتراحم والتكافل والتسامح والالتزام بطاعة ولي الأمر. إن الشعب قد أصبح على قدر عالٍ من الوعي المعرفي الأمر الذي مكنه من التمييز بين الحق والباطل والخير والشر والحسن والخبيث ,والفاسد والصالح والمصلح والمخرب والكاذب والصادق والمنافق والمؤمن والوفي والخائن ولم يعد الشعب جاهلاً يقبل بالتدليس والمخادعة والمكر على الإطلاق. إن الأزمة السياسية الراهنة علمت الشعب الكثير وخلقت في الجماهير الوعي المعرفي وكشفت له الاقنعة التي كان يتستر بها بعض المنافقين والحاقدين على الدين والوطن وعرفته على أصدق الرجال وأكثرهم وفاءً وأعظمهم اخلاصاً.. إن الواجب الديني والوطني والإنساني يحتم على الذين مازالوا في خندق الفوضى والتخريب العودة إلى جادة الصواب وعدم الاصرار على الكبر لأن الكبر من الشيطان وعدم الاحتكام إلى الطاغوت لأن العودة إلى الله سبحانه وتعالى هي البداية الفعلية لإصلاح الأوضاع بإذن الله.