التجني على الآخرين ومحاولة تلفيق التهم رجماً بالغيب لا يعبر عن صلاح النفس وسلامة النية بقدر ما يؤكد رغبة الحقد والكراهية لدى من يسلك هذا السلوك، ولذلك فإن الوقوف أمام هذه السلوكيات العدوانية مسئولية المستنيرين الذين نذروا حياتهم من أجل خير الإنسانية وآثروا جلب المصالح والمنافع، وكان همهم درء المفاسد عن الإنسانية من خلال نظرتهم الثاقبة للحياة الإنسانية التي يسود فيها التسامح والتراحم والتكامل والتصالح ويحقق رقى الأمة ويعزز نموها وازدهارها. إن المشهد السياسي وتفاعلات أصحاب الأقلام معه من خلال الكتابة المنطوقة والمقروءة والمسموعة يوحي أن البلاد تسير في اتجاه معاكس لمفهوم الإيمان والحكمة التي عرف بها اليمنيون لأن البعض للأسف من أصحاب التيارات المصابة بداء السعار لم يدرك حتى اللحظة بأننا في أمس الحاجة إلى كلمة سواء تجمع ولا تفرق بل أن حالة من غرور البعض تقوده إلى الاستمرار في الكيد والتدليس بحيث لا يخدم وحدة الأمة ولا يقوي إلا نوازع الفرقة والتشتت وتوليد العنف والإرهاب. أن التيارات المجبولة على التعصب الأعمى ما تزال تصر بشكل عجيب على العصبية الجاهلية، وما زال البعض من الكتاب يذكرنا بفتن الماضي من خلال إصراره على رفض الآخر وعدم القبول به والتعايش معه بل بلغ بالبعض من ذلك حد الادعاء بحق الوصاية على الآخرين لأنهم أقل منه بدرجات ولم يعترف بأن معيار التفرقة بين الناس إنما هو معيار التقوى الذي يعني أن يراه الله حيث أمره ولا يراه حيث نهاه. إن الوعي المعرفي لم يعد كما كان قبل ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر عامي 92، 963م ولم يعد الناس يصدقون الأدعياء والأوصياء والخرافة والكهانة والشعوذة على الإطلاق لأن خيرات الثورة والوحدة اليمنية وصلت إلى كل أرجاء الوطن اليمني..الكبير ولا ينكر ذلك إلا أصحاب الضلالة والغواية والادعاءات الباطلة الذين يرغبون في فرض أنفسهم على الناس بفعل الجهالة والحماقة. إن الإصرار على أن الشعب جاهل ويمكن أن يقبل بالزيف لم يعد ممكناً على الإطلاق، لأن الشعب أمتلك ناصية المعرفة وتجاوز ادعاءات الأوصياء، وبات من الضروري العودة إلى جادة الصواب والدخول في الحوار الوطني من أجل الوصول إلى القواسم المشتركة التي تعزز الوحدة الوطنية بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك