يستطيع كل مواطن يمني اليوم أن يمارس حقه الانتخابي، وأن يتجه إلى صندوق الاقتراع ليدلي بصوته ويقول كلمته في ما يرغب ولمن يرغب بكل حرية وبكل ثقة. لم يعد المواطن اليوم وفي عهد الوحدة اليمنية المباركة بحاجة إلى من يُملي عليه ما يقول أو ينوب عنه في الاختيار، لقد بلغ الوعي الانتخابي ذروته لدى كل مواطن ومواطنة. وتشعر بالفخر والاعتزاز الكبيرين حينما تسمع شخصين في حافلة عامة يناقشان قضايا الانتخابات وقضايا الحقوق والحريات التي كفلها الدستور للمواطنين اليمنيين. وتزاد إعجاباً وأنت تسمع في اللقاءات العامة التي تجمع المواطنين صدفة أو عمداً والناس يراجع بعضهم بعضاً في قضايا حقوقهم العامة، ويبدي بعضهم رأيه في قضية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية ويناقشه الآخرون ويضيفون إلى الرأي المطروح أو يصححونه إن لم يكن صحيحاً. اليوم المواطن اليمني في هذه الرقعة الجغرافية أكثر من أخيه المواطن العربي وعياً ونضجاً وأبعد نظراً وأعمق رؤية. لم يعد المواطن اليمني كما كان قبل الثورة يستقي آراءه من الأساطير وخرافات جن الإمام ومعجزاته، لقد ولّى عهد الجهل والظلام إلى غير رجعة، وكان للثورة الفضل الكبير في انتشال المواطنين من وحل الجهل والتخلف الفكري. وجاءت الوحدة اليمنية فأكملت ما بدأته الثورة، وفتحت باب التطور على مصراعيه وأصبح كل مواطن يمني قادراً على التعلم وامتلاك ناصية الاتصال بالعالم الخارجي واكتساب المزيد من المعرفة والخبرة. ولا شك أن الشعب اليمني هو صاحب الباع الطويل في هذه المعركة التي قاد زمهامها، ونجح في خوضها بقدراته الخارقة، واستطاع أن يقود معركة ضد الجهل والتخلف والدكتاتورية وسيطرة الفرد، وكانت نتيجة هذه المعركة هي النصر المؤزر على قيم وعادات وسلوك طالما عانى منه اليمنيون. واستطاع أيضاً أن ينهي عهود القهر والعبودية والتجهيل والانغلاق والعزلة والقمع. واستطاع أن يرتقي بالمواطن اليمني إلى درجة عالية من العلم والمعرفة والتطور. وكانت نتيجة ذلك الانتصار العظيم هو ما نراه اليوم من وعي ونضوج لدى المواطن اليمني في معرفة حقوقه السياسية والثقافية والاقتصادية وممارستها بكل حرية وبكل ثقة.