في إطار الحديث عن الغايات الثلاث التي يرجوها المسلم الحق في شهر رمضان الكريم يأتي دور حملة الأقلام الوطنية الشريفة التي تنزف أقلامهم النزيهة حباً وتقديساً لوطن الثاني والعشرين من مايو 1990م المجيد وتفيض قلوبهم حباً وسلاماً ووئاماً للناس كافة، ويتربع حب الوطن الكبير في قلوبهم، وتزدان عقولهم المستنيرة بالرؤى الوطنية والدينية والإنسانية وهؤلاء وحدهم كنز الأمة ومرجعية فكر المستنير، لأنهم شديدو الإيمان بالله رب العالمين لهم الحكمة ما يفوت الفرص على مروجي الفتن والحاقدين على الدين والوطن. وما دمنا في الثلث الأول الذي تكمن فيه الغاية الأولى من شهر رمضان الكريم وهي بلوغ الرحمة المرجوة من رب العالمين فإن الواجب على تلك العقول المستنيرة أن تسخر عملها وحكمتها لنشر الوئام والسلام خدمة للمجتمع، وأن تحذر من بؤر الصراع التي تظهر هنا وهناك وتقول كلمة الحق وتقدم النصح الجميل والمفيد النافع. كما نقول لأولئك الذين يحملون الأقلام لمجرد الزهو والبهرجة أو الذين يحملون الأقلام من أجل نشر السموم الفكرية القاتلة عليكم أن تتقوا الله في الدين والوطن والإنسان وأن تستفيد من مدرسة الشهر الكريم وتتجاوزوا سوء القول، وتدركوا أن كل أحد بما كسب رهين، وأن الله سبحانه يعلم ما تخفي الصدور فأصدقوا القول وتحروا الصدق وإن رأيتم فيه الهلكة فإن فيه النجاة كما قال بذلك رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولعل شهر رمضان الكريم فرصة ذهبية أمام الكافة من أجل العمل بنية خالصة لإشاعة الوئام والسلام والتكافل والتراحم بين مكونات المجتمع اليمني بما يعزز الوحدة الوطنية ويصون كرامة الإنسان، وذلك هو الطريق إلى بلوغ الغاية الأولى من الشهر الكريم وهي رحمة الله ولطفه بنا جميعاً..إن التركيز على خدمة المجتمع وإشاعة المحبة والسلام والكف عن النكاية والمكايدة والتشفي من الأمور التي طالبنا بها منذ وقت مبكر لطوفان الأحداث المأساوية في وطننا العربي، ورغم ما حدث إلا أن ذلك يجعلنا نكرر المطالبة ونجدد النصيحة ونصر عليها لأن ذلك من صميم واجب المسلم تجاه أخيه المسلم، وبقي أن نذكر بأنه لا يفوت الثلث الأول من الشهر الكريم قبل نيل الرضا من رب العالم والرحمة التي تؤهلنا جميعاً للدخول في المرحلة الثانية بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك