في الحديث عن الغاية الكبرى خلال الشهر الكريم أردت الفائدة العامة، ولم الحديث مقتصراً على فئة اجتماعية أو سياسية معينة، بل كل الناس بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية، والفائدة العامة التي أرجوها هي السلم الاجتماعي الذي يعزز الوحدة الوطنية ويخلق الوئام والاتصال والتواصل بين مختلف المكونات البشرية للجمهورية اليمنية، ولذلك مازلت أرجو من الله العلي القدر أن لا ينقضي الثلث الأول من الشهر الكريم إلا وقد دخل الجميع باب الرحمة. إن الأقوال والأفعال التي تمكن الكافة من الفوز بالرحمة من الله سبحانه وتعالى هي كل ما يمكن أن يحقق الوئام والانسجام داخل مكونات النسيج الاجتماعي ويبدد آثار الفتنة ويعزز قوة الإيمان بالله، ثم الوطن اليمني الواحد والموحد ويدفع نحو الاعتصام بحبل الله المتين، ويرفض العصبية أياً كانت ويمقت كل قول وفعل يؤدي إلى تمزيق المجتمع، الأمر الذي يظهر معه أن الفوز بالرحمة في الثلث الأول من الشهر الكريم ليس عسيراً على الإطلاق وهو يحتاج إلى نية صادقة شديدة الارتباط بالله، بالغة التمسك بالإسلام عقيدة وشريعة وتنتفي مع هذا كله الأقوال والأفعال المخلة بقيم الإيمان والتسامح. إن الاتجاه نحو الصلاح العام والتجرد من الأهواء الفردية والفئوية أياً كانت هي من العلاقات الإيمانية المقربة من باب الرحمة والدافعة نحو المزيد من الخير العام استعداداً وتهيئة لنيل المغفرة في الثلث الثاني من الشهر الكريم، وهذا يعني أن على المسلم الحق أن يكون مسلماً اجتماعياً يتحرك على الأرض لإزالة آثار الفتنة واقتلاعه من الجذور والعمل على زرع المحبة والتسامح وخلق الوئام والتكافل الاجتماعي الذي لا يفرق بين فئة وأخرى، لأن معيار التفرقة بين أبناء الإسلام في كل مكان هو التقوى. إن الشعور بالمسئولية تجاه المجتمع والحفاظ على سلمه ووئامه وتكافله وانسجامه من أعظم الشواهد التي ينبغي أن يكون عليها المسلم، ولذلك سنظل نكرر الدعوة دون كلل أو ملل لكل الذين يسيرون في طريق الغاوية والضلالة لعل الله سبحانه وتعالى يعيد الجميع إلى جادة الصواب ويوفقنا في أقوالنا وأفعالنا لما يرضيه ويحقق خير الإنسانية كافة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك