عندما لا يصح إلا الصحيح، فلماذا نجد القوى التي أصرت على الفوضى العارمة، لا تعرف واقعها، ولا تعترف بخصوصية المكون الجغرافي والبشري للجمهورية اليمنية، ولماذا لا تدرك أن اليمنيين أصحاب حكمة وإيمان يصعب معهما نجاح التضليل والتدليس عليهم؟ ثم هل من بصيص أمل لإعطاء فرصة لأعمال العقل، ثم الهدوء والتبصر والتأمل بروحانية الشهر الكريم خصوصاً أننا في الثلث الثاني منه لكي يحظى الجميع بالمغفرة من رب العالمين؟! إن المؤمن الفطن هو من يحاسب نفسه ويلومها ويوقفها عن الهوى والبغي في القول والفعل ويقدم النموذج الذي تتوفر فيه شروط القدوة الحسنة، ليصبح منارة يهتدى بها ومرجعية يستضاء بها في قول الخير وفعله منزه عن العصبية والطائفية، استطاع من خلال أقواله وأفعاله تخليص نفسه من نوازع الهوى وجعل قلبة مرتبطاً بالله رب العالمين، وهمه المطلق السكينة العامة والسلم الاجتماعي والوئام والتكافل والتراحم الذي يجسد قيم الإسلام الحنيف ويعزز روح التسامح والتصالح ويقوي روابط الخير ويجنب الناس الفتن ويحقن الدماء ويصون الأعراف، ويحفظ الممتلكات العامة والخاصة، ويكون بمثابة البلسم الذي يداوي الجروح. جمعني القدر في هذا الشهر الكريم في أحد لياليه مع ثلة من الخيرين الذين لمست فيهم الطيب والصيت الكريم، وكنت سعيداً بذلك الجمع الذي لمست منه الألفة والمحبة والفال الحسن، ولكن يبدو أن المنغصات كحشرة النامس المفترس يتواجد في معظم الأماكن وتسطو تلك المنغصات على صفو المجتمعات وتنقل العدوى الفاتكة بصحة المجتمع، وخلال ذلك المجلس الطيب وجدت شيئاً من هذا القبيل فبعد أن دار حديث مكارم الأخلاق، وسما شأن رمضان الكريم وتعالعت أصوات الثناء على الالتزام بالوئام والبعد عن ما يثير الفتنة، ظهر صوت أزكم الأنوف يطرح ما أنزل الله به من سلطان، ولكم أن تدركوا قبح صوت النشاز الذي تربى على الفتنة، ولكن لأن المجتمع أكثر تمسكاً بمكارم الأخلاق فقد كان لحسن الخلق وجمال اللغة وعظمة البيان وقوة الحجة ووضوح البرهان ما أكست الناعق بالفتنة. إن حسن الخلق وسلامة المنطقة وقوة الحجة الأثر الكبير في كبح جماع الشر وأعوانه، أينما كان وحيثما حل، فهل سنجد خلال الثلث الثاني من الشهر الكريم من يمثل صوت الحكمة في تلك القوى المصرة على الحقد والكراهية؟ نأمل ذلك وسيظل الخير موجود ولدى الكافة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك