إن الممارسة العملية للديمقراطية والمشاركة د.علي مطهر العثربي الشعبية تعني أن يختار المواطن مايريد من الانتماء الحزبي ,وأن يختار من يرى فيه الصلاح والنفع العام ,وليست المشاركة الشعبية معنية باملاءات المتسلطين والمتكلسين والمنتفعين والساعين إلى جعل الناس مجرد أدوات يُستفاد منها وقت الحاجة ,ثم تنتهي أهمية تلك الأدوات ,وقد جاء الوقت الذي تعرف فيه الأحزاب والتنظيمات السياسية أهمية صوت الناخب وحجم تأثيره وقوة فعله ,وجاء الوقت الذي تدرك فيه كذلك أن الاتصال والتواصل مع المواطن لايجب أن يقتصر على فترة محددة , وأن الاتصال والتواصل مع المواطن لا يتم من خلال الجمعيات الخيرية والشعارات البراقة ,ولكن يأتي من خلال سعي القوى السياسية كافة إلى حماية الأمن والاستقرار ومحاربة قطّاع الطرق ومثيري الفتن وأصحاب المشاريع الشيطانية ,والإصرار المطلق على سيادة الدستور والقانون وصون كرامة المواطن. إن الاتصال والتواصل مع المواطن لايأتي عبر الخواطر والحلقات النقاشية والندوات والمؤتمرات التي تُكال فيها التهم للنظام السياسي والدولة ,وتدعو إلى رفع البسطاء من الناس إلى الهاوية من أجل التلذذ بعذابات الناس وقهرهم ,ولكن من خلال الحفاظ على السلم الاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية والذود عن سيادة وكرامة المواطن ,وعدم التفريط في قدسية التراب اليمني ,وليس من خلال الارتماء في احضان الغير وتحريض الموطن للاحتلال الأجنبي من أجل المكاسب الشخصية النفعية ,كما يأتي الاتصال من خلال الاصرار المستمر على المطالبة بتحقيق التنمية الشاملة في كل شبر من أرض الوطن وتوفير فرص العمل وليس بالمطالبة بتقاسم الثروة بين المنتفعين والانتهازيين الذين يريدون استعباد الشعب والسيطرة على مقدراته وحرمان الكافة من تلك المقدرات.. إن المطلوب خلال الفترة القادمة أن تدرك القوى السياسية أن المواطن هو حجر الزاوية ومصدر الثقة وصاحب السلطة ,وأنه لايمكن أن يمنحها إلا لمن يحقق آماله وطموحاته ويعزز الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية ,ويجسد سيادة الدستور والقانون ويفرض هيبة الدولة وليس من يسعى إلى إلغاء الحياة الدستورية والاحتكام إلى اهواء شلة منتفعة ,نأمل أن تدرك القوى السياسية كل ذلك بإذن الله.