التفكير المستنير لا يمتلكه أصحاب المصالح الخاصة، ولا تجار الحروب، ولا أصحاب الأوهام والادعاءات الباطلة، لأنهم جميعاً لا يفكرون فيما ينفع الناس، ويحقق السلم الاجتماعي ويعزز الوحدة الوطنية، ويفرض السيادة الدستورية والقانونية على كل المكونات الجغرافية والبشرية بقدر ما يفكرون في كيفية تحقيق المصالح الذاتية والهيمنة المطلقة على مقدرات الشعب، وتسخيرها لاستثماراتهم الخاصة التي تعود عليهم هم وحدهم دون غيرهم بالفائدة، كما أن تفكيرهم ينحصر في أوهامهم وادعاءاتهم الباطلة، ولذلك فإن التفكير في الشعب والوفاء بالوعود التي خدعوا الناس بها أمر لا صلة له بأعمالهم، لأن ما أطلقوه من الوعود كان في إطار الغاية تبرر الوسيلة ليس أكثر. إن الذي يتوقع من المكونات القائمة على المنافع الخاصة جداً أن تحقق ما أطلقته من الوعود مازال يعيش في عالم آخر، ومازال يفكر بعقل غيره، ولم يفعل عقله ويستفد من تجارب الحياة، وأمثال هؤلاء هم الذين يقعون فريسة سهلة للقوى الظلامية التي تقدم لهم الوهم والخيال، وتقودهم إلى الهاوية من أجل تحقيق مصالحها النفعية فقط، ولذلك نقول للذين خدعهم الخيال والوعود الكاذبة عليكم أن تعودوا إلى عقولكم وتستفيدوا من نعمة العقل وتتركون التفكير الجاهز وتجعلوا من الحياة مدرسة تتعلمون المفيد النافع، ولا يجوز أن تظلوا هكذا تسلمون عقولكم لغيركم وتنفذون أفكار غيركم التي أوصلتكم إلى الهاوية، لأن من يقدمون الأفكار الجاهزة لا يهمهم بناء الوطن أو مصلحة المواطن بقدر ما يهمهم ذواتهم وخدمة أعداء الدين والوطن. إن المشهد السياسي الراهن يقدم نماذج من الذين أطلقوا الوعود الوردية التي حذرنا منها، لأنها لا يمكن أن تتحقق، وقلنا بموضوعية مطلقة بأن مثل ذلك الفعل الغوغائي سوف ينعكس على أصحابه أولاً، وسيكون وبالاً لا مثيل له، ولا يطلق مثل تلك الوعود الوهمية من في رأسه بناء دولة وتحقيق الخير العام، وصناعة المجد والألق اليماني، بل إن إطلاق تلك الوعود الخيالية غير القابلة للتطبيق دليل واضح أن الهدف منها تحقيق المنافع الخاصة، ولا يهم من يطلقها مصالح البلاد والعباد، واليوم ينبغي أن يقف الجميع أمام تلك التصرفات غير السلمية من أجل الانطلاق صوب مرحلة جديدة من الحياة السياسية تقدم المفيد النافع للناس كافة ويأتي في مقدمة تلك المنافع بناء الدولة اليمنية القوية التي تفرض هيبتها وسلطانها على الكافة دون استثناء، وأن يكون الجميع تحت مظلة الدستور سواسية كأسنان المشط بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك