التحدي الحقيقي الذي يجعل الشعب يمنح الثقة هو مدى القدرة على التصالح مع الشعب وتجسيد الإرادة الكلية التي تحقق الآمال والتطلعات التي ينشدها الكافة, وهذا يتطلب جهوداً وطنية مضنية تبرهن للشعب على قوة الإيمان بقدسية التراب اليمني وشدة الحرص على مكوناته البشرية والجغرافية وتعطي بياناً عملياً على الالتزام بالثوابت الوطنية والدينية والإنسانية والتخلي المطلق عن التبعية أياً كان شكلها أو نوعها, والاتجاه نحو الاعتزاز باليمن ديناً وتراثاً وثقافة وألقاً ومجداً. وهذا التحدي الذي ينبغي على القوى السياسية إثباته للشعب لتنال ثقته لايتطلب تقليد الآخرين أو استرضاء أعداء الوطن أو التضحية بدماء اليمنيين في سبيل المصالح الخاصة أو الوقوف عند الاستقواء بالغير أوالتمترس خلف الادعاءات الباطلة أو الهوس بالسلطة على حساب البسطاء من الناس الذين يتم التدليس عليهم وممارسة التضليل على عقولهم, أو إنكار الآخرين ومحاولة اجتثاثهم من الحياة أو الادعاء بالأفضلية أياً كان مصدرها, بل إن المطلوب هو إبراز قيم الديمقراطية الشوروية وإعادة المكانة لمكارم الأخلاق وتقديس الدم اليمني والالتزام بعدم إباحته واحترام الأعراض والأموال والوقوف عند حدودها والكف عن الدعوات المناقضة لمفهوم الإسلام عقيدة وشريعة وعدم تعريض الوطن للأخطار الخارجية بسبب فضول التدخل في شئون الغير بشكل يعبّر عن التبعية وانتهاك سيادة الوطن, وعندما يتم إثبات ذلك عندها فقط يمكن الحصول على ثقة الشعب. لقد برهنت أحداث الأزمة السياسية الكارثية أن الشعب اليمني عصي على الاستقواء والادعاءات مهما كانت وأن قوة الإيمان وعظمة الحكمة تتجلى في أحلك الظروف وأشدها ضراوة, ولذلك ينبغي أن تكف القوى المثيرة لقلق الحياة السياسية أياً كانت وعليها أن تدرك بأن الشعب لن يثق فيمن يستخدمونه من غير التراب الوطني وينطلق من الإرادة الشعبية المعبرة عن آماله وتطلعاته مهما رفعت من الشعارات الكاذبة, فهل نجد هذه القوى تعود إلى جادة الصواب بدلاً من العيش في وهم الاستقواء بالغير؟ نأمل ذلك من أجل خدمة الدين والوطن والإنسان بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك