الاتعاظ مما يدور من حولنا يحتاج إلى التحرر المطلق من التبعية ويحتاج إلى الإيمان اليقين بأن التمترس خلف الأوهام والأحقاد أمر شديد الخطورة على من يؤمن به قبل غيره, وأن الإصرار على سياسة الاجتثاث التي عشقها البعض أشد خطورة على الذين يقومون به ضد غيرهم, وأن التحالف بين عشاق وصناع الأحقاد وعشاق الاجتثاث لايمكن ان يحقق شيئاً سوى سوء المنقلب على عشاقه, ولا أحسبني قد جانبت الصواب عندما أقول ألا يكفي حقداً وكراهية وإقصاء لأبناء الوطن فقد طفح الكيل وزاد الغيظ؟ وألا يرى أولئك الذين يعشقون الانتقام أن هذه السياسة لاتولد إلا المزيد من الانتقام المضاد؟ ألم يحن الوقت إلى الكف عن زرع الفتن وتغذية الصراعات والعودة إلى حضن الوطن من أجل الحفاظ على كل أبنائه وطي صفحة الماضي بكل مآسيه وأوجاعه وجراحاته!. إن مايدور في إقليمنا العربي اليوم كفيل بأن نأخذ العظة والعبرة, وأن ندرك تماماً بأن الإصرار على الاستقواء بالغير ومحاولة إلغاء الآخر لم يعد أمراً ممكناً على الإطلاق, وأن السبيل للخروج من هذا المسار الفاجر هو الالتزام بالتعايش الأخوي والإنساني والتداول السلمي للسلطة وعدم إنكار حق الآخرين في الحياة الكريمة, والالتزام بمكارم الأخلاق ونبذ الفجور والطغيان, والعمل على رأب الصدع وتوحيد القدرات وتجميع الإمكانات من أجل غد أكثر إشراقاً وأملاً. إن الأحداث المأساوية التي تدور في إقليمنا العربي تنذر بسوء العاقبة لكل من ينكر الآخر ويحتكر حق الحياة السياسية, ولذلك لابد من المراجعة الذاتية المنطلقة من الإيمان المطلق بعظمة الوحدة والألفة والعدالة والمساواة من أجل أن نرقى بيمن جديد تسوده المحبة ويعلي من شأنه التسامح والتصالح ويعزز من قدراته وإمكاناته وقدراته, والتداول السلمي للسلطة. إن الحكمة والإيمان تدفعان الأوفياء والنبلاء والشرفاء نحو تعزيز الوحدة اليمنية وترسيخ سيادة الدستور والقانون على الكافة والكف المطلق عن الادعاءات الباطلة بالأحقية والأفضلية أياً كان مصدرها, فهل حان الوقت للالتزام بذلك؟ نأمل أن نجد صدى طيباً يحقق الخير العام بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك