إن إفرازات الأزمة السياسية كارثية على مستقبل بناء الدولة اليمنية القوية القادرة على إحداث التطور النوعي الذي يطمح إليه الشعب, والسبب في ذلك غياب الكفاءات والقدرات العلمية ذات البعد الاستراتيجي, لأن بعض القوى السياسية فكرت في الانتقام أكثرمن تفكيرها في البناء, وفكرت في تصفية الكوادرالمؤهلة المنتمية للطرف الآخر, وعملت على إقصاء العديد منها واستبدال الكفء بالعاجز وغير القادر على إدارة شئون الحياة وغير المؤهل الذي لايجيد أبجديات العمل الإداري والسياسي, الأمر الذي دفع برأس الحكومة إلى القول بالعجز دون أن يقول الحقيقة. إن السكوت على الاستمرار في سياسة الإقصاء أمر بالغ الخطورة على مستقبل بناء الدولة, كما أن الإصرار على سياسة الانتقام الممنهج لن يحقق الرضا والقبول وسينعكس أثره على الذين يمارسونه ويخططون له, ولذلك فإن المطلوب اليوم هو الحفاظ على المخلصين في أداء مهامهم مهما كانت رغبات المشحونين برغبة الانتقام, لأن بناء الدولة أعظم شأناً من أصحاب النزوات الانتهازية الذين أثبتت الأزمة براعتهم في زرع الفرقة وإشعال نار الفتنة, ثم ممارسة الانتقام من كل ماهو جميل في البلاد ومحاولة طمس معالم الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية من عمر الثورة اليمنية المباركة، سبتمبر وأكتوبر عامي63-62م. إن التفكير الوطني في بناء الدولة لايمكن أن يأتي ممن امتلأت قلوبهم ونفوسهم بالحقد على الوطن والحسد للنجاحات التي حققها غيرهم في ظل فشلهم وعجزهم عن تقديم المفيد والنافع لبناء الوطن, وقد أثبتت الأزمة السياسية فشل المغرمين بالبهرجة الفارغة, ولذلك يكفي ضحكاً على البسطاء من الشعب واتركوا بناء الدولة لذوي الفكر الاستراتيجي الذين يفكرون في مستقبل أجيال اليمن بعيداً عن أحقادكم وهوسكم, وأدعو للاعتراف بالفشل،لأن الشعب يدرك ذلك وليس عيباً العودة إلى مدرسة الحياة من أجل اكتساب الخبرات والكف عن المزايدات التي لاتُسمن ولاتُغني من جوع وليتخلّى الجميع عن الحقد من أجل اليمن بإذن الله.