الكشف عن حالة الضعف الناتجة عن عدم الخبرة السياسية أمر بالغ السهولة ولايحتاج إلى وقت طويل, وبعض القوى السياسية التي تعترف بعدم الخبرة والقدرة على إدارة شئون البلاد هي التي تستحق التقدير وينبغي أن تتاح لها فرصة للمشاركة السياسية لكي تتعلم فن الممكن في الحياة السياسية, ولكن المشكلة تكمن في القوى السياسية المغامرة التي لاتمتلك خبرة عملية ولا علمية ومع ذلك لديها القدرة الفائقة على المغالطة والدعاية التي تغرر بالغير من البسطاء من الناس وتدفعهم إلى الهاوية رغم أنها تدرك تمام الإدراك أنها لاتستطيع أن تقدم سوى نسج الأحلام والأوهام فقط. إن الحياة السياسية تحتاج إلى القوى السياسية التي تمتلك الخبرات والقدرات الناتجة عن العلم والتجربة وليس مجرد الخطابة, وبالتالي ليس عيباً الاعتراف بعدم القدرة على الإدارة وإفساح المجال أمام الخبرات والكفاءات الوطنية بعيداً عن المزايدة والمكابرة الفارغة التي لاتسمن ولاتغني من جوع, وليدرك الجميع أن بناء الدولة يحتاج إلى الفكر الاستراتيجي الذي يضعه رجال تحرروا من كافة المؤثرات أياً كانت وجعلوا تفكيرهم في كيفية بناء الدولة وتجميع عناصر ومقومات القوة القومية للدولة بما يحقق لها المكانة والقدرة على التصرف والحركة في الحياة السياسية على المستوى الداخلي والخارجي. إن المشاركة السياسية لاتعني المناكفة والمماحكة بقدر ماتعني المساهمة الفعلية في بناء الدولة وتقديم المفيد النافع الذي يعزز الوحدة الوطنية ويساند بسط سيادة الدستور والقانون, وليس البحث عن عناصر القوى التقليدية للاستقواء بهم على مؤسسات الدولة وإحباط بناء الدولة العصرية الحديثة, لقد برهنت بعض القوى السياسية على فشلها الذريع في الإدارة نتيجة لسياسات الاستقواء والإقصاء والإبعاد التي اعتمدت عليها دون التفكير في كيفية بناء الدولة لعدم امتلاكها للفكر الاستراتيجي, وبات عليها اليوم أن تقدم اعتذارها للشعب وتتيح الفرصة للخبرات والكفاءات الوطنية بعيداً عن سياسة الانتقام, من أجل المساهمة العملية في بناء يمن أكثر تطوراً وازدهاراً يحقق أحلام الجماهير بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك