يبدو أن الخروج على الصواب والانحراف عن التفكير السديد بات منهج حياة البعض الذين ضلوا وأضلوا كثيراً من الناس وقادوهم إلى الجحيم، ولعل التفكير المنحرف قد جعل من ينهجه عدواً للبشرية وقد أظهرت الأزمة السياسية أصحاب الفكر العدمي الذي ينكر الحياة، وينكر الأفعال والأقوال النافعة ولايرى ولا يسمع إلا مايحقق فكره المنحرف ويقود إلى الهلاك ويجعل المغفلين الذين جمدوا عقلولهم وقبلوا العمل بتفكير غيرهم لهم وسيلة لتحقيق الغاية العدوانية لأصحاب الأهواء والنزوات المصابين بحب الانتقام من الشعب الذي حجب عنهم الثقة. إن المؤسف حقاً أن نجد منظرين للفكر العدمي الذي ينكر كل شيء في الحياة وأحياناً يصل هذا الانكار إلى عدم الاعتراف بوجود الدولة والإصرار على تلقين المغفلين بذلك ولايدرك من يحاول إنكار الحقيقة أن الناس قادرون على كشف حقيقة زيفه وبهتانه وكم هو مريع عندما تكشف الحقيقة ليجد الناس ان خلف ذلك التفكير العدمي أحقاد شخصية لاصلة لها برداء ثوب التنظير الهمجي. إن أمانة المسئولية الدينية والوطنية والإنسانية والعلمية تحتم على كل صاحب كلمة أن يكون أميناً على المعرفة، لأن التضليل فجور وخيانة للأمانة ولايجوز مطلقاً أن يجعل فشله في الحياة السياسية سبباً لممارسة التضليل والتنظير للفكر العدمي كما أنه لا يجوز لمن يعرف حقيقة وخلفية من يمارسون ذلك الزيف السكوت على انحراف منهج التفكير، لأن الساكت شأنه شأن الفاعل الذي يلحق الضرر بالدين والوطن والإنسانية والأمانة العلمية، كما لايجوز خلق المبررات والاعذار الواهية، لأن الجميع سيكونون في خانة الناقمين على الوطن. إن الصدق سفينة النجاة عنوان الكرامة والعزة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تحروا الصدق وإن رأيتم فيه الهلكة فإن فيه النجاة.. أو كما قال صلى الله عليه وسلم فأين من جعلوا من الكذب والزور والبهتان وانحراف الفكر وسيلتهم لتحقيق غاياتهم العدوانية من المنهج الرباني وسمو الأخلاق؟..إننا اليوم بحاجة إلى إعادة النظر في خطابنا وسلوكنا لما من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة التحديات الخارجية خدمة للدين والوطن والإنسانية بإذن الله.