لم أرد الدخول إلى المواقع الالكترونية الانترنت لكي أقول للقراء الكرام في الصحافة الورقية: ما الذي يقال أو يطرح فكل إناء بما فيه ينضح, فالذي يستخدم السب والشتم إنما يعبر عن سوء معدنه وفداحة منطقه وهمجية تربيته, ومن التزم الأدب في نقده فذلك صاحب رأي ولديه أفكار قد تكون نافعة, ويحاول إيصالها للآخرين من أجل الفائدة العامة. إن الناقد الأمين هو من يجعل من نقده أدباً يحترمه الناس ويحقق النفع, ويستخدم لغة الاحترام للآخر ولاينكر عليه حقه في التعبير عن رأيه, والناقد هو مرآة المجتمع, يتمتع بقدر كبير من الوعي المعرفي الذي يمكنه من إيصال رسائل نافعة لبني جنسه بلغة أدبية راقية, ولديه من البلاغة والبيان مايجعل الناس يكنون له الاحترام, والناقد الحصيف يعتمد على المعرفة وينطلق في نقده بهدف التنوير وليس التجريح والإساءة وزرع الأحقاد والكراهية. إن الأزمة السياسية في اليمن قد أفرزت الخبيث وتجلى فيها الطهر والنقاء وثبت من ثبت على المبادئ والقيم الدينية والوطنية والإنسانية, ولذلك لايجوز بأي حال من الأحوال الانحراف بالفكر وجعله هداماً, من أجل النكاية بمن خالف الآخرين على الإطلاق, لأن الانحراف بمنهج التفكير عن مساره التنويري من أخطر الأمور على الحضارة الإنسانية التي انطلقت من الإسلام عقيدة وشريعة وربت المسلمين على صفاء العقل والذهن ونقاء النفس وحسن الخلق وعذب المنطق ورحيق الأدب. إن الالتزام بالمبادئ الدينية والوطنية والإنسانية وعدم الانحراف عنها بسبب الأهواء والنزوات الشخصية دليل قاطع على قوة الإيمان بالله رب العالمين وشدة الحرص على أمن المجتمع وسلامة الفكر من الاتكاء على الأحقاد الشخصية, ولذلك ينبغي على الذين يمارسون الفحش في القول والفعل أن يدركوا بأن ديننا لايقبل بذلك التيه, وعليهم الالتزام بحدود الأدب لنحقق الخير الدائم للإنسانية كلها بإذن الله.