إن ممارسة الكذب من بعض القوى السياسية دليل على حالة الإفلاس وخروج عن الصواب وعدم الالتزام بمنهج الحق والخير الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: (تحرَّوا الصدق وإن رأيتم فيه الهلكة فإن فيه النجاة). ففي حواري مع بعض المغرر بهم في ساحة التخريب، سألت المغرر به عما يقولونه، هل له صلة بالصدق؟ فقال: إن رحلة الثورة تحتاج إلى الكذب والفجور والشرور والبهتان وكل وسائل الغدر والخيانة، قلت: وإلى متى تستخدمون الفجور والغدر والزور والبهتان؟ قال: إلى أن تنتصر الثورة، قلت: الآن لكم ما يقارب العام وأنتم بهذه الحالة من الفجور والكذب، فهل هذا ينسجم مع العقل والمنطق؟. لقد تحيّر المغرر به وقال كلاماً كثيراً في هذا الاتجاه من ضمن ما قال بأنهم - يقصد القوى التي تغرر بهم - قالوا لهم عن الفاسدين الذين تسلقوا على ظهورهم بأن الثورة مثل العرس لا تستطيع أن ترد أحداً، وبعد العرس سيتم التخلص منهم، تصوروا أساليب التغرير التي يستخدمونها مع المغرر بهم، وانظروا إلى أين وصل بهم الأمر؟، وصل بهم إلى مخالفة كتاب الله وسنة رسوله، والقول بأن ممارسة الفجور والغدر والزور رحلة لابد منها؛ لأن الثورة في فكرهم لا تعترف بالدين والأخلاق - حسب زعمهم - وانظروا إلى أين وصلت الأمور بأصحاب المنافع والمصالح الخاصة والأطماع والطموحات غير المشروعة؟. إن التغرير بالشباب والبسطاء من الناس بات مهنة لدى قوى الجهل والظلام وتجار الحروب، ويعتقد البعض أن ذلك استثمار يجني عليه أرباحاً وثراء فاحشاً على حساب الأشلاء والدماء وبأسلوب الفجور والزور والغدر. إن الواجب يحتم على العقلاء التصدي لهذا الزيف والبهتان والفجور، ويعمل الجميع من أجل إنقاذ المغرر بهم وتصحيح المفاهيم والعودة إلى جوهر الدين وعين الصواب؛ لأن الشباب أمانة في أعناق الجميع، ولا يجوز أن يتركوا فريسة سهلة لتجار الحروب وصناع الأزمة، وقد حان الوقت لتصحيح المفاهيم المغلوطة والعودة إلى جوهر الإسلام الذي يعزز روح الانتماء إلى الوطن بإذن الله.