التغرير المهين الذي بلغ حد الاستهانة بعقول البشر ومحاولة إلغاء عقول الناس التي ميزهم الله سبحانه وتعالى بها عن سائر مخلوقاته، هذه الأساليب العدوانية فتكت بعقول البسطاء من الناس ومنعتهم من الاستفادة مما وهبهم الله من العقل الذي به يميز بين الخير والشر ويتأمل في آثار قوله وعاقبة فعله، ولأن أساليب الزيف والكذب والغدر والخيانة قد باتت خلال المرحلة الراهنة سلاحاً يفتك بالأعراض ويفجر بالدماء ويدمر القيم والأخلاق، فقد بات البسطاء من الناس لايصدقون الحقيقة بقدر مايسعون خلف الأكاذيب ليس حباً في تلك الأفعال المجرمة في كل الأديان والأعراف ولكن خوفاً من غدر وخيانة وجرم وفجور المروجين لها واتقاءً لشرورهم وأحقادهم. إن المشهد السياسي في الساحة اليمنية اليوم يعطي أخطر صور الغوغائية والهمجية بسبب الإنزلاق الفكري الخطير الذي عمد إليه تجار الحروب وصناع الأزمات والحاقدون على الدين والوطن، والذين استطاعوا بأموالهم ومايتلقونه من الدعم والعدوان على اليمن أن يخلقوا الفجور في التعامل بين الناس ويزرعونا الفتن، وقد تمكنوا من خلال وسائل الإعلام المروجة للكذب والزور والبهتان أن يخلخلوا وحدة المجتمع، وبدأت افكار الهدم الفكري والأخلاقي تفعل مفعولها في أوساط الشباب وصرفوا الشباب من التركيز على مستقبلهم العلمي والعملي إلى الانشغال بما يروجون له من الأحقاد والفتن الأمر الذي ينذر بخطر ماحق على الحياة الاجتماعية والإنسانية. إن تسميم عقول الشباب بالفكر العدواني أمر بالغ الخطورة على مستقبل الناس كافة، فقد وجدت شباباً يرددون مايملى عليهم دون أن يكون لهم أدنى قدر من المعرفة لخلفيات الموضوع الذي دفعوا من أجله، فعلى سبيل المثال طلاب المدارس والجامعات لم يعدهم بعض الشباب الذين انخرطوا في ذلك السلك الخطير التحصيل العلمي والمعرفي بقدر ماشغل وقته كله في ترديد الشعارات الهدامة حول المؤسسات والجامعات فلم يطالب أحدهم بتوفير المدرس والقاعة والمعمل وإنما بإقصاء القيادات دون أن يكون على علم بأسباب ذلك بل وصل ببعض القيادات في اللقاء المشترك إلى دفع الطلاب لاستخدام التهديد والوعيد ضد من لم يكن معهم في مجال الهدم والفجور والعدوان، وبات شعارهم الغاية تبرر الوسيلة. إن هذا الخروج السافر على قيم الدين وثوابت الأخلاق والأعراف ينذر بخطر داهم ينبغي على العقلاء في اللقاء المشترك أن يدركوا أن ذلك الأسلوب لاشك سينقلب ضدهم، وأنه من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، ولذلك فإن المؤمل هو مراجعة الأقوال والأفعال ومنع انتشار الشر حماية للدين والوطن والإنسان بإذن الله.