أسرف الحاقدون على الدين والوطن والإنسانية في استباحة الدماء وهتك الأعراض وارتكاب المحرمات، واستخدموا كل الوسائل الشيطانية لفعل الإجرام والإرهاب، وتخلوا عن القيم المعرفية، ومالوا ميلاً كاملاً إلى هوى النفس الأمارة بالسوء، وجربوا كل الأفعال الشيطانية العدوانية ضد الشعب ومقدراته، وأعلنوها صريحة في ساحات التغرير والتخريب بأنهم في سبيل الوصول إلى السلطة يمكن أن يتعاونوا مع الشيطان، وفعلوا كل ذلك الإجرام والإرهاب ظناً منهم أن الشعب سيركع لإرادتهم الشيطانية، ولم تزد تلك الأقوال والأفعال الفاجرة الشعب إلا تماسكاً وإصراراً على حماية الشرعية الدستورية. إن الفجور في الاختلاف من الصفات التي لا يتصف بها المسلمون المتمسكون بجوهر الإسلام عقيدة وشريعة، وليست من صفات الإنسان العربي الأصيل، بل من صفات الفجرة الذين لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً. وقد أظهرت الأزمة السياسية التي افتعلتها قيادات أحزاب اللقاء المشترك أن الفجور قد بلغ بهم حد الكذب والزيف والبهتان؛ حيث حاول المشترك التغرير بالرأي العام المحلي، ولم يكن يدرك أن الشعب لم يعد كما كان في السابق تؤثر عليه الهنجمة، بهدف استعباده وتركيعه، واستمروا على الكذب حتى وجدوا أنفسهم يصدقون كذبهم دون غيرهم. إن الفجور الفاضح في عدم قبول الآخر والاعتراف بحقه في الحياة بات واضحاً لدى قيادات تكتل اللقاء المشترك، وباتت الغاية تبرر الوسيلة لديهم، الأمر الذي أدرك الشعب من خلاله أن القوى الظلامية عبر مراحل التاريخ لا تقبل الآخر، وأن التحالف القائم بينهم اليوم لا يمثل بعداً استراتيجياً يؤسس لعلاقات تبادلية مفيدة للمجتمع بقدر ما يمثل حالة مخيفة من الثارات والانتقامات المتبادلة بينهم في معترك الحياة السياسية المعاصرة، وأنهم عندما يختلقون الأزمات إنما لتغطية خلافاتهم الثأرية والنارية، وعلى الإخوة في السلك التربوي حماية الأجيال من الاختراقات الفكرية؛ خدمة للدين والوطن وصوناً للأمن والاستقرار والوحدة بإذن الله.