بعض القوى السياسية لم تنجح إلا في المزايدة الإعلامية, ولم تتمكن إلا من جلب المصائب للوطن وتأزيم الحياة السياسية من خلال الأعمال المنافية لمفهوم الوفاق الوطني التي عكرت حياة المجتمع وسامت الناس سوء العذاب, وبالرغم من وضوح الفعل المجرم شرعاً ودستوراً وعرفاً إلا أن تلك القوى تصر على المغالطة والمكايدة السياسية ظناً منها أن الشعب يجهل ذلك الكيد الذي تروج له في وسائل الإعلام المأجورة التي تخلت عن المهنية وطلقت الصدق وسلكت الزور والبهتان للإضرار بالشعب اليمني المسلم الذي صبر عاماً كاملاً وصمد في وجه العدوان والطوفان المدمر الذي أراد مخططوه طمس معالم الحضارة اليمنية. إن الأفعال والأقوال المجرمة ديناً ودستوراً وعرفاً وأخلاقاً لايمكن أن تبني دولة مدنية بقدر ماتخلف الفوضى والدمار وتزرع الأحقاد وتخلف الحروب, ولعل السالكون في هذا الاتجاه الخطير يدركون كل ذلك تمام الإدراك, ولأنهم قبلوا على أنفسهم أن يكونوا مجرد أدوات تحرك من الغير فإنهم لايمكن أن يقدموا النافع والمفيد للشعب, لأنهم مأمورون بالتدمير وإنهاك الجيش والأمن والشعب لإضعاف القدرات اليمنية وتركيعها لمصلحة أعداء الوطن, ولذلك ينبغي على حكومة الوفاق الوطني أن تتنبه لهذه القضية وأن تعمل على إزالة التوترات وتفرض هيبة الدولة وتعزز التواجد الأمني وتعمل على سيادة الدستور والقانون في كل شبر من أرض الوطن, لأن الأعذار الواهية وغير المنطقية لم تعد مقبولة والشعب بات على علم بمن يريد الأمن والاستقرار والرخاء للوطن ومن يريد غير ذلك لإيقاف عجلة التنمية, بل إن ممارسة الكذب والزيف والزور والبهتان في وسائل الإعلام باتت مفضوحة ولم يعد الشعب يصدق ذلك. لقد لمسنا من الشارع اليمني وعياً بالغ الأهمية ومن ذلك الوعي قول المواطن أن الأكاذيب والزور الإعلامي الذي يختلق الأزمات دليل على فشل من يقف خلف ذلك الفجور والزيف, وكلما ظهرت أكذوبة كلما زاد اليقين لدى المواطن بفجور من يقف خلفها, بل إن المواطن يقول بالحرف الواحد كفى عبثاً لأكثر من عام وهاتوا إنجازاتكم التي تخدم الأمن والاستقرار وتوفر الخدمات وتزيل الأحقاد والضغائن التي زرعت على مدى عام كامل, أما الأعذار فقد فات وقتها ولاقبول إلا لمن يعمل ويصون الوفاق الوطني ويعزز الوحدة الوطنية بإذن الله.