لم تعد الدعاية الإعلامية المزيفة ذات تأثير كبير كما كان في السابق، والسبب تعدد وانتشار وسائل الإعلام وظهور القدرة على الوصول إلى الحقيقة وطرحها للناس من واقع الحدث، ولذلك ينبغي على وسائل الإعلام أن تكون مهنية تلتزم الصدق وتحترم آداب المهنة وتتقيد بنقل الحقيقة كماهي، وعندما تكون الوسيلة الإعلامية ملتزمة بشرف المهنة ولم تقم بتزييف الحقائق مطلقاً فإن مصداقيتها ومهنيتها تشكل نموذجاً للإعلام الحر الذي يلتزم الحقيقة ويخدم الإنسانية، وتصبح هذه الوسيلة أداة من أدوات التنوير ونشر الوعي المعرفي. إن لجوء وسائل الإعلام المأجورة إلى تزييف الحقائق واعتماد الزور والبهتان بات أسلوباً حقيراً،لايمكن أن يحقق الشهرة التي تبحث عنها تلك الوسائل المأجورة، لأن الإعلام المهني الذي يلتزم المصداقية والموضوعية قادر على فضح الزور والبهتان وتقديم الحقيقة كما هي مجردة، من واقع الحياة، الأمر الذي يجعل الوسائل المأجورة محط التكذيب والقائمين عليها محل شك يتحول مع زيادة فضائح تلك الوسائل إلى يقين بأن من ينفذون الزيف والبهتان ويروجون لإشاعة الفتن وإثارة الحروب وخلق العداوات أعداء للإنسانية يخدمون أجندة صهيونية هدفها الحقيقي الانتقام من الإنسانية وتدمير التعايش السلمي بين شعوب الكرة الأرضية من أجل مصالحهم الذاتية. لقد أظهرت موجة الفوضى في الوطن العربي التي خططت لها منظمات صهيونية عالمية أن تلك الوسائل الإعلامية المأجورة لم تعد تمتلك قرارها، وأنها باتت مسيّرة وليست مخيرة، ولم تعد المهنية والموضوعية والمصداقية تهمها في شيء، فكلما فضحت أصرت واستكبرت ومارست زيفاً وبهتاناً أعظم، لأن القيم والمبادىء الإنسانية والدينية والوطنية لم تعد تحكم مثل هذه الوسائل على الإطلاق. إن من المؤسف أن تجد وسائل إعلامية محلية تسلك نفس السلوك الهمجي والعدواني الذي تسلكه وسائل الفتنة الصهيونية، فهل القائمون على هذه الوسائل من نفس الصنف، أم أن إيمانهم بالقيم الدينية والوطنية والإنسانية مازال حياً في نفوسهم؟ نأمل أن لا يصل الشك إلى اليقين بإذن الله.