إن إنكار الحقيقة ومحاولة تزييفها لم يعد اليوم مقبولاً، لأننا في عصر الوسائط الإعلامية المتعددة التي تنقل الأحداث، حتى وإن وقعت بعض تلك الوسائط والوسائل في مستنقع الارتهان والتمرّد على المهنية الإعلامية, وتجرّدت من القيم والمبادىء والأخلاق, ومالت كل الميل إلى الزيف والبهتان، إلا أن أسلوب الكذب مفضوح, وبات العالم يتابع نقل الأحداث ويستطيع أن يدرك المصداقية والموضوعية من عدمها، ويساعده في ذلك تعدد الوسائل الإعلامية, حيث إن البعض - بل الغالب - من وسائل الإعلام تحاول نقل الحقيقة كما هي دون تحريف. لقد كنت في مداخلة مع بعض وسائل الإعلام التي وقعت تحت وطأة الزور والبهتان والكذب, وكنت ثالث اثنين من ضيوف تلك الوسيلة الإعلامية، وكنت أقول الحقيقة وأرد على الادعاءات الكاذبة التي تحاول أن تصوّر اليمن بالهمجية والغوغائية؛ ولكن كانت تلك الوسيلة تغالط مغالطة مفضوحة وتقوم باختلاق الأعذار وعدم وضوح الصوت إلى غير ذلك من امتهان الإعلام وإخراجه عن المهنية والموضوعية. وقد أدرك المشاهد تلك المغالطة وذلك الزيف؛ واتصل في اليوم الثاني أحد المشاهدين من بلد تلك الوسيلة ولم يكن يمنياً ولا من بلد تلك الوسيلة المغالطة والمزيفة للحقيقة، وقال بالحرف الواحد: كنا جمعاً كبيراً في نادٍ يضم العديد من الجنسيات العربية نتابع ذلك اللقاء، وكان الحضور يعلّق على تلك الوسيلة ويدرك أنها تقوم بالمغالطة والمقاطعة ولا تحترم آداب المهنة الإعلامية، وأن الذين انتقدوا تلك الوسيلة بإجماع من مختلف أرجاء الوطن العربي. إن الوقوع في مستنقع الارتهان والانحياز إلى الكذب وإنكار الحقائق لا يمكن أن ينطلي على الشعب العربي والعالم الحر، لأن الكذب والزور والبهتان وإنكار الحقيقة بات أمراً مفضوحاً؛ لأن درجة الوعي المعرفي أقوى من الزيف والبهتان. فهل تدرك تلك الوسائل الصفراء أنها قد فقدت مصداقيتها ولم تحترم شرف المهنة؟!. ونرجو أن يكون الحديث عن اليمن منطلقاً من الإيمان يمان, والحكمة يمانية بإذن الله.